للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف، وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنه صلّى الله عليه وسلّم، ولد مسرورا مختونا «١» ، واستدلوا على هذا بما روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «من كرامتي على ربي أني ولدت مختونا، ولم ير أحد سوأتي» «٢» وورد عن ابن عمر أنه قال: «ولد النبي صلّى الله عليه وسلّم مسرورا مختونا» «٣» .

وقد ضعّف جماعة من العلماء هذه الأحاديث كالعراقي، وابن القيم في «زاد المعاد» وقال: ليس هذا من خصائصه، لأن كثيرا من الناس ولد مختونا، وقد عدهم صاحب المواهب.

ولقد نعمت الأم التي ترملت في شبابها بالوليد الجميل، المشرق الجبين، الذي ملأ البيت من حولها نورا وسرورا، ورأت فيه السلوى عن الحبيب الغالي الذي تركه لها وديعة في ضمير الغيب ثم مات، وما إخالها إلا ذرفت الدمع سخينا، أن لم ير الأب الشاب هذا الوليد الذي يملأ العيون جمالا وبهاء، والقلوب محبة.

[إخبار جده عبد المطلب]

وكان أول ما فعلته السيدة امنة أن أرسلت إلى جده تبشره بميلاد الحفيد ابن الحبيب، وجاء الجد فرحا مسرورا، وضمّه إلى صدره ضمات خفق لها قلبه، وخفّفت من لوعة الحزن على الحبيب المغيّب في ثرى المدينة، وذهب به إلى الكعبة، فقام يدعو الله ويشكره على ما أنعم به عليه وأعطاه، وسماه (محمدا) ولم يكن هذا الاسم شائعا عند العرب، ولا تسمّى به إلا عدد جدّ قليل، ولكن الله سبحانه ألهم جده ذلك إنفاذا لأمره، وتحقيقا لما قدّره وذكره في الكتاب


- زوجته حين حجّت، وقد بقي هذا المسجد حتى هدم أخيرا وصار مكانه خاليا، وستقام فيه الان مدرسة لتحفيظ القران الكريم.
(١) مقطوع حبل السرة، ومقطوع القلفة.
(٢) رواه الطبراني في الأوسط، وأبو نعيم، وابن عساكر من طرق متعددة، وقد صححه الحافظ ضياء الدين المقدسي في كتابه «الأحاديث المختارة» مما ليس في الصحيحين، وتصحيحه أعلا من تصحيح الحاكم، وحسّنه الحافظ مغلطاي.
(٣) رواه ابن عساكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>