للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكسب المعدوم، ومنهم البر الرحيم الوصول للرحم، ومنهم المتدين، والمتحنّث «١» ، والمتحنّف «٢» .

وبحسب البيت الهاشمي شرفا وكرما أنهم كانوا سادة العرب جميعا، لا ينازعهم في السيادة منازع، وأنه انتهت إليهم السقاية، والرفادة، مع أنهم لم يكونوا جميعا من أهل الغنى والثراء. إنها- وايم الحق- لماثر وفضائل لا نجدها في أعرق الدول حضارة، ولم تصل إليها أغنى أمم الأرض اليوم.

[الأمهات]

أما الأم المباشرة فهي السيدة الكريمة امنة بنت وهب، بن عبد مناف، بن زهرة، بن كلاب، فهي تجتمع مع عبد الله في جدهما الأعلى: كلاب، وقد كان زهرة الولد البكر لكلاب بن مرة، والشقيق الأكبر لقصي الذي جمع قريشا بعد تشتت، وصاحب الماثر والمفاخر التي ذكرناها فيما سبق، وقد عرف بنو زهرة بالود الخالص لبني عبد مناف بن قصي، والانحياز إلى جانبهم في السلم والحرب، والأحلاف والعهود، وأما جدها عبد مناف فكان يقرن في الشرف بابن عمه:

عبد مناف بن قصي، فيقال: المنافان، تعظيما وتكريما، وأما أبوها وهب فكان سيد بني زهرة.

وجدتها لأبيها عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال السلمية، إحدى النساء اللواتي اعتزّ بهن الرسول فقال: «أنا ابن العواتك من سليم» «٣» .


(١) المتعبد.
(٢) الذي اتبع الحنيفية دين إبراهيم- عليه السلام-.
(٣) في لسان العرب: مادة «عتك» بعد ما ذكر هذا الحديث قال: «العواتك جمع عاتكة، وأصل العاتكة المتضمخة بالطيب ... والعواتك من سليم ثلاث: يعني جداته صلّى الله عليه وسلّم وهن: عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذكوان أم عبد مناف بن قصي أبي هاشم. وعاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان أم هاشم بن عبد مناف. وعاتكة بنت الأوقص بن مرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان أمّ وهب بن عبد مناف بن زهرة جد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبي أمه امنة بنت وهب. فالأولى من العواتك عمة الوسطى، والوسطى عمة الاخرى، وبنو سليم تفخر بهذه الولادة.. وسائر العواتك أمهات النبي صلّى الله عليه وسلّم من غير بني سليم، قال ابن بري:

<<  <  ج: ص:  >  >>