للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولها فيه مثل ذلك، وما أحببتم من الصداق «١» فعلي» .

وقد أمهرها أبو طالب اثنتي عشرة أوقية ونشّا «٢» ، يعني خمسمائة درهم، وأصدقها رسول الله زيادة على ذلك عشرين بكرة.

[الوليمة والعرس]

وبنى النبي بخديجة، وأولم عليها: نحر جزورا أو جزورين، وأطعم الناس، وأمرت خديجة جواريها أن يغنّين، ويضربن بالدفوف، فقد بلغت مناها، وتم الفرح والسرور، ولله در البوصيري حيث قال:

ورأته خديجة والتقى والزه ... د فيه سجية والحياء

وأتاها أنّ الغمامة والسّرح «٣» ... أظلته منهما أفياء

وأحاديث أن وعد رسول اللّ ... هـ بالبعث حان منه الوفاء

فدعته إلى الزواج وما ... أحسن أن يبلغ المنى الأذكياء

وكان عمر النبي حينئذ خمسا وعشرين سنة، وكان عمرها أربعين أو تزيد قليلا، ونعمت خديجة بالزواج الذي لم تعرف له الدنيا مثيلا في تاريخ الأزواج، ونعم النبي بهذا الزواج الميمون المبارك، فقد كانت خديجة حازمة، عاقلة، طاهرة، عروبا لزوجها، وواست النبي بالنفس والمال، ورزقه الله سبحانه وتعالى منها البنين والبنات، فولدت له: القاسم وبه كان يكنى، وعبد الله «٤» ، وقيل: ثلاثة بزيادة الطيب، وقيل: أربعة بزيادة الطاهر. وولدت له زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة- رضي الله عنهن. أما الذكور فقد ماتوا في الجاهلية صغارا، وأما الإناث فقد عشن حتى تزوجن، وكلهن متن في حياة النبي ما عدا فاطمة فقد توفيت بعده بستة أشهر، ومن ثمّ نرى أن النبي صلّى الله عليه وسلّم ذاق مرارة فقد الأبناء، كما ذاق من قبل مرارة فقد الأبوين.


(١) المهر.
(٢) نصف أوقية من فضة والأوقية: أربعون درهما.
(٣) السرح: الشجرة التي صارت أغصانها تتدلّى عليه.
(٤) كان يلقب بالطيب والطاهر عند من يقول كان الذكور اثنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>