للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥) «١» .

وكان ذلك في رمضان حسبما قال عز وجل:

شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ (١٨٥) «٢» .

وكان ذلك في ليلة القدر كما قال عز شأنه:

إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) ... «٣» .

وهي الليلة المباركة التي ذكرها الله في قوله:

إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) «٤» .

وقد كانت طلائع الوحي الإلهي فيها إشادة بالقلم وخطره، وبالعلم ومنزلته في بناء الشعوب والأمم، فما أصدقها من طلائع تجعل العلم والمعرفة من أخص خصائص الإنسان.


(١) أي اقرأ مبتدئا باسم الله، لا باسم أحد سواه، لأنه سبحانه هو الذي خلق هذا النوع الإنساني، وفضّله على كثير من خلقه، ثم بيّن لنبيه أن ربه الأكرم سيعلمه ما لم يكن يعلم، ولا تأس إن كنت أميا فإن العلم علمان: علم كسبي وقد أشار الله له بقوله عَلَّمَ بِالْقَلَمِ وعلم وهبي عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ومنه علم الأنبياء والمرسلين.
(٢) الاية ١٨٥ من سورة البقرة.
(٣) سورة القدر، وللعلماء في قوله: إِنَّا أَنْزَلْناهُ. قولان: الأول: المراد النزول جملة واحدة إلى السماء الدنيا، ثم نزل على النبي مفرقا في نيّف وعشرين سنة، الثاني: أن المراد ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر وكان ذلك في رمضان والنبي يتعبد بغار حراء وتكون ليلة القدر في هذا العام ليلة السابع عشر من رمضان.
(٤) الايات ٣- ٥ من سورة الدخان.

<<  <  ج: ص:  >  >>