للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومظاهرة الناس علي، فاصنع ما بدا لك، ثم قال أبو طالب قصيدة يعرّض فيها بالمطعم بن عدي، ومن خذله من بني عبد مناف ومن عاداه من قبائل قريش، مطلعها «١» :

ألا قل لعمرو، والوليد، ومطعم ... ألا ليت حظي من حياطتكم بكر «٢»

فما كان بعد ذلك إلا أن اشتد الأمر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، وعظمت العداوة، واشتد الأذى للنبي والمسلمين.

[مناصرة بني هاشم والمطلب لأبي طالب]

ثم قام أبو طالب حين رأى قريشا يصنعون ما يصنعون بالمسلمين، في بني هاشم وبني المطلب، فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والقيام دونه، فاجتمعوا إليه، وقاموا معه، وأجابوه إلى ما دعاهم إليه، إلا ما كان من أبي لهب عم النبي، فقال أبو طالب في ذلك يمدحهم، ويحرضهم على ما وافقوه عليه من الحدب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والنصرة له قصيدة، منها:

إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر ... فعبد مناف سرها، وصميمها

وإن حصّلت أشراف عبد منافها ... ففي هاشم أشرافها، وقديمها

وإن فخرت يوما فإن محمدا ... هو المصطفى من سرها وكريمها

تداعت قريش غثها وسمينها ... علينا فلم تظفر، وطاشت حلومها

[قصيدة أبي طالب اللامية]

ولما رأى أبو طالب تواطؤ الملأ من قريش عليه وعلى النبي، وخشي أن تنابذه العرب كلها بالعداوة، قال قصيدته المشهورة التي تعوّذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها، وتودد فيها أشراف قومه، وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في شعره أنه غير مسلم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لهم، ولا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه هو وبنو هاشم فقال:


(١) السيرة ج ١ ص ٢٦٧.
(٢) يعني أن بكرا من الإبل أنفع لي منكم، فليته لي بدلا منكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>