للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما رأيت القوم لا ودّ فيهم ... وقد قطعوا كل العرى والوسائل

وقد صارحونا بالعداوة والأذى ... وقد طاوعوا أمر العدو المزايل

وقد حالفوا قوما علينا أظنة ... يعضون غيظا خلفنا بالأنامل

صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة ... وأبيض عضب من تراث المقاول «١»

ومنها:

أعوذ برب الناس من كل طاعن ... علينا بسوء أو ملحّ بباطل

ومن كاشح يسعى لنا بمعيبة ... ومن ملحق في الدين ما لم نحاول

وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه ... وراق ليرقى في حراء ونازل

وبالبيت حق البيت من بطن مكة ... وبالله إن الله ليس بغافل

وبالحجر المسود إذ يمسحونه ... إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل

وموطىء إبراهيم في الصخر رطبة ... على قدميه حافيا غير ناعل «٢»

ومنها:

كذبتم- وبيت الله- نترك مكة ... ونظعن إلا أمركم في بلابل «٣»

كذبتم- وبيت الله- نبزى محمدا ... ولما نطاعن دونه ونناضل «٤»


(١) المقاول: الملوك، يريد بهم اباءه، ولكن حديث أبي سفيان في الصحيح يدل على أنه لم يكن في ابائه من ملك، فإما أن يريد أنهم كالملوك، وإما أن يكون هذا السيف الذي ذكره أبو طالب من هبات الملوك لأبيه عبد المطلب، فقد وهبه سيف بن ذي يزن الحميري لعبد المطلب مع هبات جزيلة حين وفد عليه مع قريش يهنئه بظفره بالحبشة بعد الفيل بعامين.
(٢) مراده الحجر الذي قام عليه وهو يا بني البيت، ناعل: أي منتعل.
(٣) جمع بلبال: وساوس الهموم.
(٤) نبزى محمدا بالبناء للمجهول أي نسلبه ونغلب عليه، وفي رواية إيبزى محمدا بالياء، وفي الكلام حذف لا، أي لا نسلمه، ولا نغلب عليه حتى يكون ما ذكره، نناضل: نترامى بالسهام.

<<  <  ج: ص:  >  >>