للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لربك ما شئت، ثم سل لنفسك بعد ذلك ما شئت، ثم أخبرنا ما لنا من الثواب إذا فعلنا ذلك، فقال: «أسئلكم لربي أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأسئلكم لنفسي وأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا، وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم» قالوا فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: «الجنة» قالوا: فلك ذلك.

[أول من بايع]

ثم أقبل الأنصار على مبايعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بإخلاص وعزيمة، وقد اختلف الرواة في أول من بايع، فابن إسحاق يقول فيما يرويه عن كعب بن مالك إنه البراء بن معرور، وبنو النجار يزعمون أنه أبو أمامة أسعد بن زرارة، وهو الذي رواه ابن سعد في طبقاته عن العباس قال: أول من ضرب على يده صلّى الله عليه وسلّم تلك الليلة أسعد بن زرارة، ثم البراء بن معرور، ثم أسيد بن الحضير «١» .

وبنو عبد الأشهل يقولون: بل أبو الهيثم بن التيهان، وقال ابن الأثير في «أسد الغابة» : وبنو سلمة يزعمون أن أول من بايعه ليلتئذ كعب بن مالك.

ولعل السبب في هذا الاختلاف أن كلا من هؤلاء تكلم ثم قام فبايع، فأخبر من راه يبايع، ولم يكن علم بغيره أنه أول من بايع، ومثل هذه المواقف مما يحصل فيها الاشتباه، والأمر هيّن وبحسبهم فضلا وفاؤهم بما عاهدوا الله ونبيه عليه.

[النقباء الاثنا عشر]

وبعد أن بايع القوم على هذه الشروط قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أخرجوا منكم اثني عشر نقيبا يكونون كفلاء على قومهم بما فيهم» «٢» فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا «٣» : تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، وها هي أسماؤهم: (١) أبو أمامة


(١) شرح المواهب، ج ١ ص ٣٨١- ٣٨٢.
(٢) أخذ هذا النبي من قوله تعالى: وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ، وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً، وَقالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ... الاية ١٢ من سورة المائدة.
(٣) النقيب: الرئيس المسؤول عن القوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>