للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها لكانت أول من وصلت المدينة، والسيدة ليلى أول من وصلت إليها من النساء.

[هجرة مصعب، وابن أم مكتوم، وبلال، وسعد، وعمار]

ثم تتابع المسلمون سراعا إلى الهجرة، فهاجر مصعب بن عمير، وعبد الله ابن أم مكتوم، وكانا يقرئان القران للأنصار، وبلال بن رباح، وسعد بن أبي وقاص- رضي الله عنهم-. روى البخاري في صحيحه بسنده عن البراء بن عازب قال: «أول من قدم علينا- زاد في رواية الحاكم في الإكليل:

من المهاجرين- مصعب بن عمير وابن أم مكتوم» .

[بنو جحش]

ثم هاجر بنو جحش: عبد الله بن جحش بن رياب الأسدي، ينتهي نسبه إلى أسد بن خزيمة حليف بني أمية بن عبد شمس، احتمل بأهله، ومعه أخوه أبو أحمد عبد بن جحش «١» ، وكان أبو أحمد رجلا ضرير البصر، وكان يطوف مكة أعلاها وأسفلها بلا قائد، وكان شاعرا، وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب، وكان معهما محمد بن عبد الله بن جحش، وكان منزلهما ومنزل أبي سلمة بن عبد الأسد على مبشّر بن عبد المنذر بقباء في بني عمرو بن عوف.

وكذلك هاجر نساؤهم: زينب بنت جحش، وحمنة بنت جحش- زوج مصعب بن عمير- وأم حبيب بنت جحش- زوجة عبد الرحمن بن عوف، فغلّقت دار بني جحش بسبب الهجرة، فمر بها عتبة بن ربيعة، والعباس بن عبد المطلب، وأبو جهل بن هشام، وهم مصعدون إلى أعلى مكة، فنظر إليها عتبة تخفق أبوابها يبابا «٢» ليس بها ساكن، فلما راها كذلك تنفّس الصعداء ثم قال:


(١) عبد من غير إضافة، وكانوا ثلاثة: عبد الله، وعبيد الله، وعبد. أما عبيد الله فقد هاجر إلى الحبشة مع زوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، ثم تنصّر ومات هناك، وأما عبد الله فقد استشهد بأحد، وأما عبد فطالت به الحياة، وهم أولاد أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي صلّى الله عليه وسلّم.
(٢) قفرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>