للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مكرمة لسهل بن حنيف]

وقد لاحظ سيدنا علي مدة إقامته بقباء امرأة مسلمة لا زوج لها، ورأى إنسانا يأتيها من جوف الليل، فيضرب عليها بابها، فتخرج إليه، فيعطيها شيئا معه، فتأخذه، قال: فاستربت بشأنه، فقلت: يا أمة الله، من هذا الذي يضرب عليك بابك كل ليلة فتخرجين إليه، فيعطيك شيئا لا أدري ما هو؟

وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك؟! قالت: هذا سهل بن حنيف، وقد عرف أني امرأة لا أحد لي، فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها، ثم جاءني بها، فقال: احتطبي بهذا، فكان علي رضي الله عنه يأثر ذلك من شأن سهل بن حنيف حين هلك عنده بالعراق.

وبوصول النبي صلّى الله عليه وسلّم وصحبه إلى قباء تمت خير هجرة عرفتها الدنيا لقوم مؤمنين، وأعظم حادث تاريخي كان له أكبر الأثر في تاريخ الإسلام والمسلمين، بل في تاريخ الدنيا قديمها وحديثها.

وإلى هنا نقف بك- أيها القارىء الكريم- لنسلمك إلى أحداث السيرة النبوية من الهجرة إلى وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم في «القسم الثاني» من هذه السيرة العطرة، التي أراد الله أن يخرج قسمها الثاني قبل الأول ببضع سنين.

والحمد لله في النهاية كما حمدناه في البداية، وصلّى الله- تبارك وتعالى- على سيدنا محمد نبي الهدى، والبر، والرحمة، والملحمة، وعلى اله وأصحابه الذين فدوه بالنفس، والأهل، والولد، والمال، وعزّروه، ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنّا معهم بفضلك وكرمك يا إله العالمين، امين.

وكان الفراغ من تأليفه في شهر ربيع الأول لعام ثمان وثمانين وثلاثمائة بعد الألف هجرية، الموافق يونيو لعام ١٩٦٨ ميلادية، وأنا بمدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

وكتبه العاجز عن شكر ربه وراجي عفوه

أبو السادات محمد بن محمد أبو شهبة من علماء الأزهر الشريف

والمتخصص في الأصلين الشريفين: القران والسنة

<<  <  ج: ص:  >  >>