للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخرج محمد بن مسلمة ومعه أبو نائلة وصحبه وكلهم من الأوس حتى أتوه، فناداه محمد بن مسلمة وأبو نائلة، فأراد أن ينزل فقالت له امرأته: أين تخرج الساعة؟ إني أسمع صوتا يقطر منه الدم؟! فقال لها: إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة «١» ، إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب، ثم قال محمد: إذا جاء فساخذ بشعره فأشمه فإذا رأيتموني استمكنت منه فاضربوه، فنزل كعب إليهم متوشحا سيفه، وهو ينفح منه ريح المسك، فقال له محمد:

ما رأيت كاليوم ريحا أطيب، أتأذن لي أن أشم رأسك؟ قال: نعم، فشمه وكذلك فعل أبو نائلة- «٢» فلما استمكن منه قال: دونكم فاقتلوه ففعلوا.

ثم أتوا النبي فأخبروه «٣» ، وبذلك أراحوا المسلمين من هذا الشر المستطير، وهكذا كان الرسول إذا رأى من أحد من اليهود غدرا وتأليبا عليه ومحاربة للدعوة أرسل إليه من يريحهم من شره، وكان قتله في ربيع الأول من السنة الثالثة كما ذكره ابن سعد في طبقاته.


(١) اسمه سلكان بن سلامة بن وقش، وقيل اسمه سعد، ولقبه سلكان، وكان أخا كعب من الرضاع كما كان نديمه في الجاهلية ويركن إليه. وذكر الواقدي أن محمد بن مسلمة كان أخاه من الرضاع أيضا.
(٢) في السيرة لابن هشام: «أن أبا نائلة هو الذي وقع في الرسول، وأنه هو الذي أخذ برأسه حتى قتلوه» ولعل الاثنين اشتركا في النيل من الرسول، والأخذ برأسه، وقد اثرت ذكر ما في صحيح البخاري.
(٣) صحيح البخاري- كتاب المغازي- باب قتل كعب بن الأشرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>