للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يهود فدك وتيماء ووادي القرى]

ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى يهود فدك «١» من يطلب إليهم الانقياد والطاعة، فصالحوا رسول الله على أن يحقن دماءهم، ويتركوا أموالهم، فكانت فدك فيئا لرسول الله خاصة، ينفق منها على نفسه وعلى من يمون ويعول، ثم عاملهم على العمل في الأرض بنصف ما يخرج منها.

ولما بلغ يهود تيماء «٢» ما انتهى إليه أمر أهل خيبر، صالحوا على دفع الجزية وبقوا في بلادهم وأموالهم امنين.

ثم دعا رسول الله يهود وادي القرى إلى الاستسلام والطاعة، فأبوا وقاتلوا فقاتلهم، ولكن سرعان ما استسلموا، وصالحوا على ما صلح عليه أهل خيبر، فتركت لهم الأرض يزرعونها بشطر ما يخرج منها.

وبهذا النصر المتتابع دان اليهود كلهم لسلطان الإسلام، وانتهى ما كان لهم من نفوذ وكيان، ولم تقم لهم قائمة بعد، وبهذا أصبحت الدولة الإسلامية بمأمن من ناحية الشمال إلى بلاد الشام.


(١) فدك، بفتحتين: بلد بينها وبين مدينة النبي صلى الله عليه وسلم يومان، وبينها وبين خيبر دون مرحلة.
(٢) تيماء، وزن حمراء: موضع قريب من بادية الحجاز يخرج منها إلى الشام على طريق البلقاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>