للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عامر الفاسق. فكان أبوه هذا الفاسق يوم أحد مع المشركين «١» وابنه حنظلة يقاتل المشركين- ومعهم والده- ناصرا دعوة الله تعالى، حتى استشهد فيها، ومن أوائلهم.

وعبد الله (الابن) بن عبد الله بن أبيّ بن سلول الخزرجي، كان أبوه رأس النفاق في المدينة المنورة، وبه عرف. أما ابنه (عبد الله الابن) فكان من سادة الصحابة وأخيارهم، وكان اسمه الحباب، وبه كان أبوه يكنى، فغيّره النبي صلّى الله عليه وسلّم وسماه عبد الله. واستمر هذا يجاهد مع الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم، واستشهد يوم اليمامة «٢» ، في قتال مسيلمة الكذاب. ومن مواقفه (الابن) أنه وقف ضد أبيه حين عاد المسلمون من غزوة بني المصطلق، وهي غزوة المريسيع، التي حدثت في شعبان من السنة الخامسة للهجرة «٣» .

كذلك أخته رملة بنت عبد الله بن أبي بن سلول الأنصارية وأبوها رأس المنافقين، أسلمت وبايعت الرسول الكريم «٤» صلى الله عليه وسلم. وكذلك أختها جميلة بنت أبي بن سلول، وكانت زوج حنظلة الغسيل «٥» .


(١) كان هذا الفاسق يسمى في الجاهلية الراهب، وقد حسد- مع ابن سلول- رسول الله صلّى الله عليه وسلم على ما منّ الله به عليه. وأما حنظلة فهو من سادات المسلمين وفضلائهم. وسار للجهاد إلى أحد صباح ليلة عرسه فاستشهد فيها فغسلته الملائكة، فأصبح هذا اسما عرف به ويدل عليه. أسد الغابة، (٢/ ٦٦- ٦٧) .
(٢) سير أعلام النبلاء، (١/ ٣٢١) . ولعبد الله الابن مواقف كثيرة رائعة رائقة. انظر: أسد الغابة، (٣/ ٢٩٦- ٢٦٨) .
(٣) هناك نقاش في تحديد تاريخ هذه الغزوة، والذي يبدو أن التاريخ المذكور يكون هو الصحيح الذي اعتمده العديد، وأن معركة الخندق كانت بعدها، حيث جرت في شوال السنة الخامسة للهجرة. سبل الهدى، (٤/ ٥٠٢- ٥٠٣) . زاد المعاد، (٣/ ٢٥٦- ٢٦٩) . قارن: سيرة ابن هشام، (٣/ ٢١٤، ٢٨٩) . الذي جعل المريسيع في شعبان السنة السادسة للهجرة واتفق على تاريخ الخندق شوال السنة الخامسة للهجرة.
(٤) أسد الغابة، (٧/ ١١٧) . والأمثلة في هذا كثيرة ووفيرة جدا، من الرجال والنساء.
(٥) أسد الغابة، (٧/ ٥١) .

<<  <   >  >>