للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحماه، حتى استشهد في حرب اليمامة أوائل سنة (١٢ هـ) «١» .


(١) الطفيل بن عمرو الدوسي (١٢ هـ ٦٣٣ م) ، ذو النور. أسلم بمكة قبل الهجرة إلى المدينة. وكان في قومه سيدا مقدما مطاعا شريفا وشاعرا لبيبا. وقصة إسلامه ذكرها ابن إسحاق (سيرة ابن هشام، ١/ ٣٨٢- ٣٨٥، شرح الخشني، ٢/ ٢٥- ٢٩) . ونقلها عنه آخرون. وأخرج طرفا منها البخاري ومسلم. البخاري، رقم (٢٧٧٩/ ٣) ، ورقم (٤١٣١/ ٤) ، ورقم (٦٠٣٤/ ٥) . مسلم، رقم (٢٥٢٤/ ٤) . جامع الأصول (٩/ ٢٢١، رقم ٦٨٠٦) . وخلاصتها: أن الطفيل قدم مكة- لعله في السنة العاشرة من البعثة، بعد عودة الرسول صلّى الله عليه وسلّم من الطائف- فحذرته قريش من الاستماع إلى الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم وبينوا له خطورة ذلك عليه، وأن قوله كالسحر، وزادوا في تحذيره، مما دعاه أن يسد أذنه بقطن إذا دخل المسجد، حتى لا يسمعه. لكنه حين ذهب إلى المسجد رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قائما فيه، ووقف قريبا منه وسمعه (فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله، فسمعت كلاما حسنا وقع في نفسي) (سيرة ابن هشام، ١/ ٣٨٢) . ولما انصرف صلّى الله عليه وسلّم إلى بيته اتبعه، وجلس إليه، وطلب أن يعرض عليه الإسلام (فعرض عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الإسلام، وتلا عليّ القرآن. فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه، ولا أمرا أعدل منه، فأسلمت، وشهدت شهادة الحق) (سيرة ابن هشام، ١/ ٣٨٣) . وهذا ما أورده- مع تفصيلات أخرى- ابن هشام (ابن إسحاق) في السيرة وآخرون، بعضهم نقلا عنه. فلحق بقومه، فدعا أهل بيته، فأسلموا وجماعة من قومه، وعصت عليه دوسا (قومه) وأبت. فقدم (ثانية) إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مكة وقال: يا رسول الله! إن دوسا قد عصت وأبت، فادعوا الله عليهم. فقال صلّى الله عليه وسلم: «اللهم اهد دوسا، وائت بهم» . وهذا ما أخرجه البخاري وآخرون. فعاد إليهم ودعاهم إلى الإسلام، فاستجاب من استجاب، ثم قدم بهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المدينة، بثمانين بيتا، ولحق به في خيبر، فأسهم له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع المسلمين. ثم شارك مع قومه في فتح مكة، وأرسله صلّى الله عليه وسلّم إلى صنم هناك فأحرقه، وبقي يجاهد في خدمة الإسلام حتى قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخرج هو وابنه (عمرو) في قتال الكذّابين بقيادة مسيلمة الكذاب، واستشهد يوم اليمامة أوائل سنة (١٢ هـ) وجرح ابنه جراحة شديدة، ثم استبلّ منها، حتى كانت معركة اليرموك (١٥ هـ) مشاركا فيها، وفيها استشهد، رضي الله عنهما وعنهم أجمعين. الإصابة (٢/ ٢٢٥) رقم (٤٢٥٤) . الاستيعاب (٢/ ٢٣٠) رقم (١٢٧٤) . سير أعلام النبلاء (١/ ٣٤٤) ، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) (٦٢، ٨٢، ٩٦) ، زاد المعاد (٣/ ٤٩٥، ٦٢٤) وبعدها. الوافي بالوفيات (١٦/ ٤٦٠، ١٧/ ٢٢٥) . إمتاع الأسماع (١/ ٢٨) حياة الصحابة

<<  <   >  >>