للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرة «١» بن خالد عن أبي جمرة «٢» الضبعي قال: قلت لابن عباس: إن لي جرة ينبذ لي فيها، فإذا أطلت الجلوس مع القوم خشيت «٣» أن أفتضح من حلاوته، قال:

قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «مرحبا بالوفد غير خزايا ولا ندامى» ! قالوا: يا رسول الله! إن بيننا وبينك المشركين من مضر، وإنا لا نصل [إليك] «٤» إلا في أشهر الحرام فحدثنا جملا «٥» من الأمر إذا أخذنا به دخلنا الجنة وندعو إليه من وراءنا، فقال: «آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: الإيمان بالله، وهل تدرون ما الإيمان بالله» ؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، و [أن] «٤» تعطوا الخمس من المغنم؛ وأنهاكم عن النبيذ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت» «٦» .

قال: في أول هذه السنة قدم وفد عبد القيس «٧» على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما دنوا من المدينة تركوا رواحلهم وبادروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل عبد الله بن الأشج العبدي فعقل راحلته ونزع ثيابه فلبسها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة» «٨» - سألوه عما ذكرنا.

ثم بعث «٩» رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني عبد المدان «١٠» في شهر ربيع


(١) من الصحيح، وفي الأصل: فروة.
(٢) من الصحيح، وفي الأصل: أبي حمزة.
(٣) من الصحيح، وفي الأصل: خشية.
(٤) زيد من صحيح البخاري.
(٥) في الأصل: عملا، وفي الصحيح: بجمل.
(٦) ساقه البخاري باختلاف يسير عما هنا.
(٧) وفي إنسان العيون ٣/ ٣٠٩: وقول الواقدي: إن قدوم وفد عبد القيس كان في سنة ثمان- ليس بصحيح، لكن ذكر بعضهم أن لعبد القيس وفدتين: واحدة كانت قبل فرض الحج؛ وواحدة بعده، والقائل بالوفدتين هو ابن حجر- راجع وفد عبد القيس في فتح الباري.
(٨) ساقه الإمام أحمد في مسنده ٣/ ٢٣، والحلبي في إنسان العيون ٣/ ٣٠٨، وابن حجر في فتح الباري- وفد عبد القيس.
(٩) ذكره في الطبري ٣/ ١٥٦ والسيرة ٣/ ٧١ والسيرة النبوية بهامش إنسان العيون ٢/ ٤٤٧.
(١٠) من السيرة النبوية، وفي الأصل: عبد المهاف- كذا، وفي السيرة النبوية بفتح الميم بوزن سحاب:

<<  <  ج: ص:  >  >>