للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعركة، وكذلك طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد اللذان أرسلهما رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى طريق الشام يتحسسان الأخبار عن قافلة أبي سفيان.. ومنهم حذيفة بن اليمان الذي قام بجمع المعلومات عن الأحزاب في غزوة الخندق. وبسر بن سفيان الخزاعي الذي كان مختصّا بجمع المعلومات عن قريش.

وعبد الله بن أبي حدرد الأسلمي الذي أمد الرسول بالمعلومات عن عزم هوازن على مهاجمته في حنين ثم قام بنفس الدور العباس بن عبد المطلب، فقد كان عين رسول الله صلّى الله عليه وسلم على أهل مكة يمده بكل تحركاتهم هذه، وهو الذي أخبره بمسيرهم في غزوة أحد، وكذلك في غزوة الأحزاب، مما مكن الرسول صلّى الله عليه وسلم من حفر الخندق قبل وصولهم إلى المدينة، وكان المسلمون يتقوون به في مكة، وكان يحب أن يقدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فكتب إليه رسول الله: «إن مقامك بمكة خير» ، فلذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم في بدر: «من لقي منكم العباس فلا يقتله فإنما أخرج كرها» «١» .

وهكذا كان هذا الجهاز خطيرا وفعالا ويرصد تحركات أعداء الدعوة والدولة على جميع الجبهات، وقد أمد هذا الجهاز النبي صلّى الله عليه وسلم بالمعلومات عن تحركات الروم في الشمال؛ مما كان سببا فى غزوة تبوك.

* كتّاب الرسول صلّى الله عليه وسلم:

كان للنبي صلّى الله عليه وسلم جهاز كبير من الكتاب، وصل عددهم إلى أكثر من أربعين كاتبا، منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، والزبير بن العوام، وخالد وإبان ابنا سعيد بن العاص، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن الأرقم، وثابت بن قيس بن شماس، وحنظلة ابن أبي عامر الأسدي، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وعبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول، ومعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، والمغيرة بن شعبة، وخالد بن الوليد، والعلاء بن الحضرمي، وعمرو بن العاص، وجهم بن أبي الصلت، وعبد الله بن رواحة، ومحمد بن مسلمة، وغيرهم «٢» .

وكان بعض هؤلاء الكتاب يكتبون الوحي لرسول الله صلّى الله عليه وسلم وبعضهم يكتب في


(١) تخريج الدلالات السمعية (ص ٤٧٣) .
(٢) تخريج الدلالات السمعية (ص ١٥٧) وما بعدها- نظام الحكومة النبوية (١/ ١١٥) وما بعدها. والإسلام والحضارة العربية تأليف محمد كرد علي (٢/ ٩٧) مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر الطبعة الثالثة. القاهرة (١٩٦٨ م) . ونظام الحكم في الشريعة والتاريخ تأليف ظافر القاسمي (١/ ٤٨) - الطبعة الأولى- دار النفائس بيروت (١٣٩٤ هـ- ١٩٧٤ م) .

<<  <   >  >>