للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتسامح والكرم «١» ... إلخ وكانت النتيجة أنه جلس على سدة الحكم ما يقرب من عشرين عاما أشاع خلالها الأمن والاطمئنان في ربوع الدولة، وجعلها دولة قوية متماسكة يهابها الأعداء ويرجو نفعها الأصدقاء.

استمرت الدولة الأموية في الحكم في الشرق إحدى وتسعين سنة هجرية (٤١- ١٣٢ هـ/ ٦٦١ م- ٧٥٠ م) تولى الحكم خلال هذه المدة من بني أمية أربعة عشر خليفة، أولهم معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة، وآخرهم مروان بن محمد بن مروان (١٢٧- ١٣٢ هـ/ ٧٤٥- ٧٥٠ م) .

وكان من هؤلاء الخلفاء رجال عظاماء، سهروا على رعاية شؤون الدولة ومد حدودها وحماية تلك الحدود، وكان لديهم إحساس عميق بالمسؤولية، مثل معاوية بن أبي سفيان (٤١- ٦٠ هـ/ ٦٦١- ٦٨٠ م) وعبد الملك بن مروان (٦٥- ٨٦ هـ/ ٦٨٥- ٧٠٥ م) والوليد بن عبد الملك (٨٦- ٩٦ هـ/ ٧٠٥- ٧١٥ م) وسليمان ابن عبد الملك (٩٦- ٩٩ هـ/ ٧١٥- ٧١٨ م) وعمر بن عبد العزيز (٩٩- ١٠١ هـ/ ٧١٨- ٧٢٠ م) وهشام بن عبد الملك (١٠٥- ١٢٥ هـ/ ٧٢٤- ٧٤٣ م) .

وكان منهم رجال صغار- في الحقيقة لا يستحقون وصف الرجال- لأنهم لم يكونوا أكفاء لإدارة دولة اتسعت رقعتها وامتدت حدودها من الصين شرقا إلى جنوب غرب أوربا غربا، ومن آسيا الوسطى شمالا إلى المحيط الهندي جنوبا، ومن هؤلاء يزيد بن عبد الملك (١٠١- ١٠٥ هـ/ ٧٢٠- ٧٢٤ م) وابنه الوليد بن يزيد (١٢٥- ١٢٦ هـ/ ٧٤٣- ٧٤٤ م) وابنا عمه يزيد بن الوليد (١٢٦- ١٢٧ هـ/ ٧٤٤- ٧٤٥ م) وإبراهيم بن الوليد (١٢٧ هـ/ ٧٤٥ م) فقد أسهم هؤلاء بعجزهم السياسي والإداري في سقوط الدولة إلى جانب المشكلات الكثيرة والخطيرة التي تكالبت عليها، وعلى الرغم من أن الخليفة الأموي الأخير مروان بن محمد بن مروان (١٢٧- ١٣٢ هـ/ ٧٤٥- ٧٥٠ م) كان رجلا يعد من الكبار إلا أنه لم يستطع أن يوقف التدهور الذي أدى بالدولة إلى السقوط؛ لأن المشكلات كانت أكبر منه، وليس هنا مجال شرح الأسباب.


(١) انظر ترجمة معاوية في المصادر الآتية: ابن سعد- الطبقات الكبرى طبعة دار صارت بيروت (٣/ ٣٢) ، مصعب الزبيري- نسب قريش، دار المعارف، القاهرة، (١٩٧٦ م) (ص ١٣٤) ، ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق د. محمد إبراهيم البنا وآخرين، دار الشعب، القاهرة (١٩٧٠ م) ، (٥/ ٢٠٩) .

<<  <   >  >>