للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هجرة النبي- صلّى الله عليه وسلم-

ولما تم اتخاذ القرار الغاشم بقتل النبي صلّى الله عليه وسلم نزل إليه جبريل بوحي ربه تبارك وتعالى، فأخبره بمؤامرة قريش، وأن الله قد أذن له في الخروج، وحدد له وقت الهجرة قائلا: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه «١» .

وذهب النبي صلّى الله عليه وسلم في الهاجرة إلى أبي بكر رضي الله عنه؛ ليبرم معه مراحل الهجرة، قالت عائشة رضي الله عنها: بينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله صلّى الله عليه وسلم متقنعا، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر.

قالت: فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم فاستأذن، فأذن له، فدخل، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم لأبي بكر:

«أخرج من عندك» . فقال أبو بكر: إنما هم أهلك، بأبي أنت يا رسول الله. قال: «فإني قد أذن لي في الخروج» ، فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:

«نعم» «٢» .

وبعد إبرام خطة الهجرة رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى بيته، ينتظر مجيء الليل.

تطويق منزل الرسول- صلّى الله عليه وسلم-:

أما أكابر مجرمي قريش فقضوا نهارهم في الإعداد لتنفيذ الخطة المرسومة التي أبرمها برلمان مكة (دار الندوة) صباحا، واختير لذلك أحد عشر رئيسا من هؤلاء الأكابر، وهم:


(١) ابن هشام ١/ ٤٨٢، زاد المعاد ٢/ ٥٢.
(٢) صحيح البخاري، باب هجرة النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه ١/ ٥٥٣.

<<  <   >  >>