للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أحس ما تدعو إليه وأجمله، والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك، وأجاز سليطا بجائزة، وكساه أثوابا من نسج هجر، فقدم بذلك كله على النبي صلّى الله عليه وسلم فأخبره، وقرأ النبي صلّى الله عليه وسلم كتابه فقال: لو سألني قطعة من الأرض ما فعلت، باد، وباد ما في يديه. فلما انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الفتح جاءه جبريل عليه السلام بأن هوذة مات، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: أما إن اليمامة سيخرج بها كذاب يتنبى، يقتل بعدي، فقال قائل: يا رسول الله من يقتله؟ فقال: أنت وأصحابك، فكان كذلك «١» .

٧- الكتاب إلى الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق:

كتب إليه النبي صلّى الله عليه وسلم: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر، سلام على من اتبع الهدى، وآمن به وصدق، وإني أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، يبقي لك ملكك» .

واختار لحمل هذا الكتاب شجاع بن وهب من بني أسد بن خزيمة، ولما أبلغه الكتاب قال: من ينزع ملكي مني؟ أنا سائر إليه. ولم يسلم «٢» .

[٨. الكتاب إلى ملك عمان:]

وكتب النبي صلّى الله عليه وسلم كتابا إلى ملك عمان جيفر وأخيه عبد ابني الجلندى، ونصه: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله إلى جيفر وعبد ابني الجلندى، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوكما بدعاية الإسلام، أسلما تسلما، فإني رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما، وإن أبيتما أن تقرا بالإسلام فإن ملككما زائل، وخيلي تحل بساحتكما، وتظهر نبوتي على ملككما» .

واختار لحمل هذا الكتاب عمرو بن العاص رضي الله عنه. قال عمرو: فخرجت حتى انتهيت إلى عمان، فلما قدمتها عمدت إلى عبد- وكان أحلم الرجلين، وأسهلهما خلقا- فقلت: إني رسول رسول الله صلّى الله عليه وسلم إليك وإلى أخيك، فقال: أخي المقدم علي بالسن والملك،


(١) زاد المعاد ٣/ ٦٣.
(٢) نفس المصدر ٣/ ٦٢، محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية للخضري ١/ ١٤٦.

<<  <   >  >>