للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحينئذ عرف أسعد مدى استعداد القوم للتضحية في هذا السبيل، وتآكد منه- وكان هو الداعية الكبير مع مصعب بن عمير، وبالطبع فكان هو الرئيس الديني على هؤلاء المبايعين- فكان هو السابق إلى هذه البيعة. قال ابن إسحاق: فبنو النجار يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أول من ضرب على يده «١» .

وبعد ذلك بدأت البيعة العامة، قال جابر: فقمنا إليه رجلا رجلا فأخذ علينا البيعة، يعطينا بذلك الجنة «٢» .

وأما بيعة المرأتين اللتين شهدتا الوقعة فكانت قولا. ما صافح رسول الله صلّى الله عليه وسلم امرأة أجنبية قط «٣» .

[اثنا عشر نقيبا:]

وبعد أن تمت البيعة طلب رسول الله صلّى الله عليه وسلم انتخاب اثني عشر زعيما يكونون نقباء على قومهم، يكفلون المسؤولية عنهم في تنفيذ بنود هذه البيعة، فقال للقوم: أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا؛ ليكونوا على قومكم بما فيهم.

فتم انتخابهم في الحال، وكانوا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس. وهاك أسماؤهم:

[نقباء الخزرج:]

(١) أسعد بن زرارة بن عدس.

(٢) سعد بن الربيع بن عمرو.

(٣) عبد الله بن رواحة بن ثعلبة.

(٤) رافع بن مالك بن العجلان.


(١) قال ابن إسحاق: وبنو عبد الأشهل يقولون: بل أبو الهيثم بن التيهان، وقال كعب بن مالك: بل البراء بن معرور (ابن هشام ١/ ٤٤٧) قلت: لعلهم حسبوا ما دار بينهما وبين الرسول صلّى الله عليه وسلم بيعة، وإلا فأحرى الناس بالتقديم إذ ذاك هو أسعد بن زرارة. والله أعلم.
(٢) مسند الإمام أحمد.
(٣) انظر صحيح مسلم باب كيفية بيعة النساء ٢/ ١٣١.

<<  <   >  >>