للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجتمعين من روح عصبية قبلية على الرغم من إسلامهم، ونشرها على امتداد الجبهة، وأبقى لديه احتياطًا من الخيالة المتحركة، وضعها بإمرته كان ضرار بن الأزور من بين قادتها١، كما وضع النساء في المؤخرة وراء خطوط المقاتلين للعناية بالجرحى، والمرضى وسقاية المقاتلين أثناء القتال، وتشجيعهم وإثارة حماسهم، ورد الرجال الفارين إلى المعركة، وجاء التنظيم على الشكل التالي:

- القلب: ستة عشر كردوسًا بقيادة أبي عبيدة، ومعه عكرمة بن أبي جهل، والقعقاع بن عمرو.

- الميمنة: عشرة كراديس بقيادة عمرو بن العاص، ومعه شرحبيل بن حسنة.

- الميسرة: عشرة كراديس بقيادة يزيد بن أبي سفيان.

- المقدمة: بقيادة قباث بن الأشيم، وهي عبارة عن فرقة قليلة العدد نسبيًا مهمتها مراقبة تحركات العدو، والمحافظة على التماس معه.

- المؤخرة: بقيادة سعيد بن زهير ومعه خمسائة فارس، ومهمته قيادة الظعن وحمايتهن.

كان خالد أبعد نظرًا فيما يجب عليه أن يفعله، وما يجب أن يتجنبه، إذ كان من الواجب عليه أن لا يبدد قواته، وينهكها في معارك جانبية صغيرة، وبذل جهدًا كبيرًا لفصل الجيش البيزنطي عن قواعده، وقطع طريق إمداداته مع الشمال في الوقت الذي نجح في استدراجه للقائه تجاه الصحراء جنوبًا، والتي كانت طريقًا مفتوحًا للمسلمين كما ذكرنا، حيث ظلت الإمدادات ترد إليهم، وحيث يستطيعون الانسحاب إذا خسروا المعركة، واعتمد على الوديان الصغيرة الضيقة، والشديدة والانحدار التي تتخلل المنطقة في حماية جيشه من الهجوم البيزنطي.

من أجل ذلك قضى الجيشان الشهور الأخيرة من فصل الربيع، وأوائل الصيف وكل منهما يتربص بالآخر، ويأمل في أن يضعه في موضع تكون به عوائق يستغلها٢، لقد أخر البيزنطيون الاشتباك كي يتاح لجنودهم التأقلم مع طبيعة الأرض من حولهم، والحصول على أخبار إضافية عن المسلمين، وإضعافهم عن طريق الدسائس، فيكتسبوا الثقة بأنفسهم.

أحداث المعركة:

وضع خالد خطته العسكرية على أساس أن يثبت المسلمون أمام هجمات


١ سويد: ص٢٩٨.
٢ الواقدي: ج١ ص١٦٦، ١٦٧.

<<  <   >  >>