للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الدواوين]

تمهيد:

تعد المؤسسة الإدارية أو النظام الإداري الذي أسسه عمر، النواة الأساسية لكيان الأمة الإسلامية الاجتماعية، والسياسي في عهده، وأول أشكال الإدارة العربية الجديدة المتأثرة بالتجربة المتقدمة لشعوب البلدان المفتوحة أو المجاورة لها، وقد كان ذلك أحد أبرز الدوافع التي ساهمت في خلق إدارة مالية تعمل على تنظيم عائدات الخلافة، وتوزيعها وفق جداول ثابتة على نحخو تخرج معه هذه المؤسسة من دائرتها الضيقة في الإطار العام الشامل١، وذلك في ما يعرف بالديوان.

وكلمة ديوان فارسية معربة معناها السجل أو الجدول، على أن للكلمة مضمونًا أوسع في اللغة العربية، غذ يصبح الديوان مترادفًا مع الجهاز الإداري المنوط به تنفيذ أعمال الدولة الإدارية، والمالية والعسكرية، كما تطلق هذه الكلمة على المكان التي تحفظ فيه سجلات الدولة، ثم صارت تطلق على الأمكنة التي يجلس فيها أفراد الجهاز الإداري، ولم تتعد في عهد عمر معناها الأول، فالديوان هو سجل أحصي فيه من فرض لهم العطاء من رجال الجيش ومن غيرهم، وذكر فيه أمام كل اسم عطاء صاحبه٢، وعرف الماوردي الديوان بأنه موضع لحفظ ما يتعلق بحقوق السلطنة من الأعمال، والأموال ومن يقوم بها من الجيوش والعمال٣.

يقدم لنا الماوردي عرضًا مكثفًا لجملة الروايات الأساسية المتعلقة بديوان عمر، موضحًا الفروق والتباين فيما بينها، لذلك فإن عرضه يعطينا لمحة عامة عن تاريخ الديوان وتكريبه٤.

ديوان العطاء:

تتباين روايات المصادر في توضيح أسباب، وظروف وضع ديوان العطاء على يد عمر، وكذلك يتم تقديم عدة تواريخ لوضعه، ولكن بما أن وظيفة الديوان وبنيته، وطابعه ترتبط بظروف نشأته وتأسيسه، فلا بد لنا من البحث عن السنة الفعلية التي اتخذ فيها الخليفة قراره بوضع الديوان، وتذكر المصادر تاريخين يمكن أخذها على محمل الجد، والاهتمام والبحث في ملابساتهما.


١ بيضون: ص٨٨.
٢ دائرة المعارف الإسلامية: ج٩ ص٣٧٨.
٣ الأحكام السلطانية: ص٢٤٩.
٤ المصدر نفسه: ص٢٤٩-٢٥٢.

<<  <   >  >>