للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذيول معركة البزاخة:

- استثمر خالد انتصاره في البزاخة لإخضاع القبائل المرتدة الضاربة في الجزء الشمالي الشرقي من الجزيرة العربية، ودفعها للعودة إلى حظيرة الإسلام، وتثبيت أقدام المسلمين في هذا الجزء، لذلك أقام في المنطقة مدة شهر كامل نفذ خلاله عدة عمليات عسكرية ضد فلول المرتدين، وهكذا عاد بنو عامر، وسليم وهوازن من ردتهم١.

- طلب خالد من غطفان وهوازن، وسليم وطيء، حين وادعهم، تسليمه الذين قتلوا المسلمين، ومثلوا بهم أثناء ردتهم، فلما جيء بهم عفا عن المقاتلين العاديين، وأرسل الزعماء إلى المدينة، كان من بينهم قرة بن هبيرة القشيري صاحب ردة بني عامر، وعيينة بن حصن الفزاري، وقتل الذين عدوا على المسلمين، وكتب إلى أبي بكر يعلمه بتصرفه هذا٢.

- وافق أبو بكر على تصرفات خالد، وشجعه على الاستمرار في محاربة المرتدين ومطاردتهم، ورأى أن يتألف زعماء القبائل؛ لأن حركة الانتفاضة على الحكم الإسلامي في الجزيرة العربية كانت لا تزال في بدايتها، والمسلمون بحاجة إلى تأليف قلوب هؤلاء ليكونوا عونًا لهم في هذه المحنة، فعفا عن قرة وعيينة وعلقمة بن علاثة الكلبي، وقتل الفجاءة، وهو بجير بن عبد الله السلمي، نتيجة ما اقترفت يداه من العدوان، والقتل بحق المسلمين٣.

- اصطدم خالد بسلمى بنت مالك الفزارية المعروفة بـ"أم زمل"، وقد خرجت لتصيب ثأرًا عند المسلمين٤، وساندتها بعض القبائل المرتدة، وأسفر اللقاء عن انتصار المسلمين، ومقتل أم زمل وفرار أتباعها٥.


١ الطبري: ج٣ ص٢٦٢.
٢ المصدر نفسه: ص٢٦٣.
٣ المصدر نفسه: ص٢٥٩، ٢٦٠، ابن أعثم: ج١ ص٢٢، ٢٣، البلاذري: ص١٠٧.
٤ لقد قتلت والدتها أم قرفة في عهد النبي على يد زيد بن حارثة حين اجتاح بن فزارة.
٥ الطبري: ج٣ ص٢٦٣، ٢٦٤.

<<  <   >  >>