للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل: إنّ «اللّات» التي هي في مقدّمة الأصنام التي كان يعبدها أهل شماليّ الحجاز، استوردوها من «البتراء» وجعلوها في أصنامهم الرئيسيّة «١» .

ويؤيّد ذلك ما جاء في كتاب «تاريخ سورية» لمؤلّفه فيليب حتّي) P.K.Hitti (حول المناطق النبطية أي شرقيّ الأردن حاليا، يقول:

«وكان زعيم هؤلاء الآلهة «ذي الشرا» ، وكان يشبه عمودا مستطيلا أو حجرا أسود مربعا ... وكانت «اللّات» الآلهة الخاصة للعرب متصلة ب «ذي الشرا» ومن الآلهة النبطية الآخرى التي ورد ذكرها في كتابة من الكتابات الأثرية، هي «مناة» و «العزّى» وقد ورد ذكر «هبل» أيضا في تلك الكتابات» «٢» .

ولا يعزبنّ عن البال أنّ هذا العصر كان عصر انتشار الوثنيات حول الجزيرة العربية، ومنها حوض البحر الأبيض المتوسط، فلم تظهر دعوة المسيح وحواريه بعد، التي عارضت الوثنية، وقللت من حدتها ونشاطها.

أمّا اليهودية فقد كانت ديانة سلالية محصورة في بني إسرائيل، لم تؤذن لدعوة غير بني إسرائيل إلى التوحيد.

ويؤيّد ذلك ما جاء في كتاب «العرب قبل محمد» لمؤلّفه.LDe Lacy OLeary قال:

«ولا يبعد عن الصحة أن يقال: إنّ عبادة التماثيل إنّما كانت من منح


(١) وقد زارها المؤلف، ولا حظ كثرة المعابد الوثنية المحفورة في الجبل في ١٩/ ٨/ ١٩٧٣ م، أثناء جولته في غرب آسيا؛ عضوا في وفد لرابطة العالم الإسلامي في مكة [اقرأ عن هذه الرحلة في كتاب «رحلات العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي مشاهداته- محاضراته- لقاءاته- انطباعاته» إعداد المحقّق ص (٢١٥) ، طبع دار ابن كثير بدمشق] .
P.K.Hitti:History of Syria.) London ,١٥٩١ (p. ٢٨٣ -٣٨. (٢)

<<  <   >  >>