للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- رضي الله عنه-: فما رأينا منظرا شبيها به «١» .

وخرج الناس حين قدما المدينة في الطّرق وعلى البيوت والغلمان والخدم يقولون: الله أكبر! جاء رسول الله، الله أكبر! جاء محمّد، الله أكبر! جاء محمد، الله أكبر! جاء رسول الله «٢» .

ويقول البراء بن عازب- وكان حديث السّنّ-: قدم النبيّ صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعل الإماء يقلن: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم «٣»

وكبّر المسلمون فرحا بقدومه، وما فرحوا لشيء في حياتهم كفرحهم بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكانت المدينة باسمة الثّغر، ترفل في حلل الفرح والفخر، وكانت بنات الأنصار ينشدن «٤» في سرور ونشوة: [من مجزوء الرمل]


(١) [أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار، باب مقدم النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، برقم (٣٩٣٢) ، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ابتناء مسجد النبيّ صلى الله عليه وسلم، برقم (٥٢٤) ، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب بناء المساجد، برقم (٤٥٣) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه] .
(٢) [أخرجه البخاري في مناقب الصحابة، باب مناقب المهاجرين، برقم (٣٦٥٢) ] .
(٣) رواه البخاري [في كتاب مناقب الأنصار] ، باب مقدم النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة [برقم (٣٦٥٢) ] .
(٤) ابن كثير ج/ ٢، ص/ ٢٦٩، رواه البيهقي بسنده عن ابن عباس وعائشة، روى ابن القيم البيتين الأولين عند عودة النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك إلى المدينة، وخروج الناس لتلقيه، قال: «وبعض الرواة يتوهم وهما ظاهريا، لأن ثنيات الوداع إنما هي من ناحية الشام لا يراها القادم من مكة إلى المدينة، ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام» (زاد المعاد ج/ ٢ ص/ ١٠١) . ولكنّ المشهور المستفيض أنّ هذا النشيد إنما كان عند مقدمه من مكة إلى المدينة، وعلى ذلك تكاد تتفق كتب السيرة، وفي الأبيات شواهد داخلية على أنها كانت عند مقدمه الأول-

<<  <   >  >>