للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[معركة بدر الحاسمة: سنة اثنتين من الهجرة]

أهميّة معركة بدر:

وفي رمضان سنة اثنتين من الهجرة، كانت غزوة بدر الكبرى «١» ، وهي المعركة الحاسمة التي تقرّر مصير الأمّة الإسلاميّة ومصير الدعوة الإسلاميّة، وعليها يتوقف مصير الإنسانيّة المعنويّ.

فكلّ ما حدث من فتوح وانتصارات، وكلّ ما قام من دول وحكومات، مدين للفتح المبين في ميدان بدر، ولذلك سمّى الله هذه المعركة ب «يوم الفرقان» فقال:

إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ [الأنفال: ٤١] .

وكان من خبر هذه الغزوة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلا من الشّام في عير عظيمة لقريش، فيها أموالهم وتجارتهم، وكانت الحرب قائمة بين المسلمين وبين قريش المشركين، لا تألو قريش في محاربة الإسلام، والصدّ عن سبيل الله، وإقامة الصعوبات للمسلمين، وكانت تبذل أموالها وكلّ ما تملكه، من حول وطول، ومن سلاح وكراع «٢» في محاربة


(١) تقع بدر على ١٤٥ كيلومترا في الجنوب الغربي من المدينة المنّورة.
(٢) [الكراع: اسم لجميع الخيل] .

<<  <   >  >>