للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصيبت عين قتادة بن النّعمان، حتّى وقعت على وجنته «١» فردّها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فكانت أحسن عينيه وأحدّهما «٢» .

وقصده المشركون، يريدون ما يأباه الله، فحال دونه نفر نحو عشرة، حتّى قتلوا عن آخرهم، وجالدهم طلحة بن عبيد الله، وترس عليه بيده، يقي بها النبيّ صلى الله عليه وسلم فأصيبت أنامله وشلّت يده، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلو صخرة هنالك، فلم يستطع لما به من الجراح والضعف، فجلس طلحة تحته، حتى صعدها، وحانت الصلاة، فصلّى بهم جالسا «٣» .

ولمّا انهزم الناس، لم ينهزم أنس بن النّضر، عم أنس بن مالك- خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم- وتقدّم، فلقيه سعد بن معاذ، فقال: أين يا أبا عمرو؟ فقال أنس: واها لريح الجنّة، يا سعد إني أجدها دون أحد «٤» .


- في باب قوله تعالى: إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا [آل عمران: ١٢٢] [برقم (٤٠٥٧) و (٤٠٥٨) ، ومسلم في فضائل الصحابة؛ باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، برقم (٢٤١١) ] .
(١) [الوجنة: هي أعلى الخدّ] .
(٢) سيرة ابن هشام: ج ٢، ص ٨٢.
(٣) المصدر السابق: ج ٢، ص ٨٦، وزاد المعاد: ج ١، ص ٣٥٠ [وأخرجه الترمذي في أبواب الجهاد، باب ما جاء في الدرع، برقم (١٦٩٢) ، وفي أبواب المناقب، باب مناقب طلحة، برقم (٣٧٣٩) وقال: حسن غريب، وأحمد في المسند (١/ ١٦٥) ، والحاكم في المستدرك (٣/ ٣٧٤) ووافقه الذهبي] .
(٤) زاد المعاد: ج ١، ص ٣٥٠، وأصل الرواية في الصحيحين [أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة أحد، برقم (٤٠٤٨) ، ومسلم في كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، برقم (١٩٠٣) ، والترمذي في أبواب تفسير القرآن، سورة السجدة، برقم (٣١٩٨) ، وفي سورة الأحزاب، برقم (٣١٩٩) ، وأحمد في المسند (٣/ ١٩٤) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه] .

<<  <   >  >>