للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول زيد بن ثابت- رضي الله عنه-: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الرّبيع، فقال لي: إن رأيته فأقرئه منّي السلام وقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجدك؟ قال: فجعلت أطوف بين القتلى، فأتيته وهو باخر رمق، وفيه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة سيف، ورمية سهم فقلت: يا سعد! إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟ فقال: وعلى رسول الله السلام، وقل له: يا رسول الله! أجد ريح الجنّة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف، وفاضت نفسه من وقته «١» .

وقال عبد الله بن جحش في ذلك اليوم: اللهمّ! إنّي أقسم عليك أن ألقى العدوّ غدا، فيقتلوني، ثم يبقروا بطني، ويجدعوا أنفي وأذني، ثم تسألني: فيم ذاك؟ فأقول: فيك!.

[عودة المسلمين إلى مركزهم:]

ولمّا عرف المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم نهضوا به، ونهض معهم نحو الشّعب، وأدركه أبيّ بن خلف، وهو يقول: أي محمد لا نجوت إن نجوت، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوه» ، فلمّا دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من أحد أصحابه، ثم استقبله وطعنه في عنقه طعنة تقلّب بها عن فرسه مرارا «٢» .


(١) زاد المعاد: ج ٢، ص ٣٥٣ [أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٢٠١) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والبيهقي في «الدلائل» (٣/ ٢٤٨) ، والطبري في تاريخه (٢/ ٥٢٨) من طريق ابن إسحاق] .
(٢) سيرة ابن هشام: (٢/ ٨٤) [أخرجه البيهقي في «السنن» (٩/ ٢٤) ، والحاكم في المستدرك (٣/ ١٩٩- ٢٠٠) ، وأبو نعيم في «الحلية» و (١/ ١٠٩) من حديث سعد بن-

<<  <   >  >>