للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكان قد ارتدّ.

ومنهم عكرمة بن أبي جهل، وكان قد خرج إلى اليمن كارها لدولة الإسلام وخائفا على نفسه، فاستأمنت له امرأته بعد أن فرّ، فأمّنه النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو ابن أعدى عدوّ له في الدنيا، وثب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عليه رداء، فرحا به وترحيبا، وأسلم عكرمة، فسرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم سرورا عظيما، وحسن إسلامه، وكان له مواقف عظيمة في حروب الرّدّة وحروب الشّام.

ومنهم وحشيّ مولى جبير بن مطعم، وقاتل عمّ الرسول وأسد الله ورسوله حمزة بن عبد المطلب- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه- فأسلم، وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلامه.

ومنهم هبّار بن الأسود، وكان قد عرض لزينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم حين هاجرت، فنخس بها حتّى سقطت على صخرة، وأسقطت جنينها، ففرّ، ثمّ أسلم، وحسن إسلامه، واستؤمن لسارة ولإحدى القينتين اللتين كانتا تغنّيان بهجائه، فأمّنهما فأسلمتا «١» .

[بين هند بنت عتبة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم:]

واجتمع النّاس بمكة لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فجلس لهم على الصّفا، وأخذ على النّاس السمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا.

ولمّا فرغ من بيعة الرّجال، بايع النساء، وفيهن هند بنت عتبة زوج أبي سفيان متنقبة متنكّرة لما كان من صنيعها بحمزة «٢» .


(١) زاد المعاد: ج ١، ص ٤٢٥.
(٢) [انظر قصة إسلامها في الحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (٦٦٤١) ، ومسلم في كتاب الأقضية، باب قضية هند، -

<<  <   >  >>