للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوعه ولكن يحميه إيمانه من السخط، فليس وقوعه وعدمه سواء عنده وهذا واجب، لأن الله تعالى أمر بالصبر فقال: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) . (لأنفال: من الآية٤٦) .

المرتبة الثالثة: الرضا بأن يرضى الإنسان بالمصيبة بحيث يكون وجودها وعدمها سواء فلا يشق عليه وجودها، ولا يتحمل لها حملاً ثقيلاً، وهذه مستحبة، وليست بواجبة على القول الراجح، والفرق بينها وبين المرتبة التي قبلها ظاهر، لأن المصيبة وعدمها سواء في الرضا عند هذا، أما التي قبلها فالمصيبة صعبة عليه لكن صبر عليه.

المرتبة الرابعة: الشكر وهو أعلى المراتب وذلك بأن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة حيث عرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته وربما لزيادة حسناته قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها)) (١) .

***

س٦٥: فضيلة الشيخ: نأمل من فضيلتكم توضيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر)) (٢) متفق عليه. وما نوع النفي في الحديث؟ وكيف نجمع بينه وبين حديث: ((فر من المجذوم فرارك من الأسد)) (٣) ؟


(١) أخرجه البخاري، كتاب المرض والطب، باب ما جاء في كفارة المرض (٥٦٤٠) ، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصبه من مرض ... (٢٥٧٢)
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الطب، باب الجذام (٥٧٠٧) . ومسلم، كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ... (٢٢٢٠) .
(٣) أخرجه البخاري، كتاب الطب، باب الجذام (٥٧٠٧) .

<<  <   >  >>