للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السنة في الصلاة المكتوبة إذا نهض الرجل في الركعتين الأوليين أن لا يعتمد بيديه على الأرض إلا أن يكون شيخاً كبيراً لا يستطيع)) . رواه الأثرم (١) ، ثم قال: وحديث مالك (يعني ابن الحويرث) ((أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رفع رأسه من السجدة الثانية استوى قاعداً ثم اعتمد على الأرض (٢) ، محمول على أنه كان من النبي صلى الله عليه وسلم لمشقة القيام عليه لضعفه وكبره، فإنه قال عليه السلام: ((إني قد بدنت فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود)) . اهـ.

وهذا القول هو الذي أميل إليه أخيراً وذلك لأن مالك بن الحويرث قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز في غزوة تبوك (٣) والنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت قد كبر وبدأ به الضعف، وفي صحيح مسلم صلي الله عليه وسلم ٥٠٦ تحقيق محمد فراد عبد الباقي عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((لما بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل كان أكثر صلاته جالساً)) (٤) ، وسألها عبد الله بن شقيق هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو قاعد؟ قالت: ((نعم، بعدما حطمه الناس)) (٥) ، وقالت حفصة - رضى الله عنها -: " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته قاعداً حتى كان قبل وفاته بعام فكان يصلى في سبحته قاعداً)) (٦) . وفي رواية: ((بعام واحد أو اثنين)) ، وكل هذه الروايات في صحيح مسلم، ويؤيد ذلك أن في حديث مالك بن الحويرث ذكر الاعتماد على الأرض، والاعتماد


(١) أخرجه البيهقي ٢/١٣٦، وانظر المغني ٢/٢١٤.
(٢) أخرجه البخاري في الأذان باب ١٤٣- كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة (٨٢٤) .
(٣) راجع فتح الباري ٢/١٣١.
(٤) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين باب ١٦- جواز النافلة قائماً وقاعداً. ح ١١٧ (٧٣٢) .
(٥) الموضع السابق ح ١١٥ (٧٣٢) و ١١٨ (٧٣٣) .
(٦) الموضع السابق ح ١١٥ (٧٣٢) و ١١٨ (٧٣٣) .

<<  <   >  >>