للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مالاً ليقضي دينه ذهب يشتري به أشياء لا ضرورة لها، فإننا لا نعطيه وإنما نذهب نحن إلى دائنة، ونقول له ما دين فلان لك؟ ثم نعطيه هذا الدين أو بعضه حسبما يتيسر.

* * *

[س٣٨١: هل كل من مد يده للزكاة يستحقها؟]

الجواب: ليس كل من مد يده للزكاة يستحقها لأن من الناس من يمد يده للمال وهو غني، وهذا النوع من الناس يأتي يوم القيامة وليس في وجهة مزعة لحم - العياذ بالله - وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقلل أو ليستكثر)) (١) .

وبهذه المناسبة أحذر أولئك القوم الذين يسألون الناس إلحافاً وهم في غنى، بل أحذر كل شخص يقبل الزكاة وهو ليس أهلاً لها وأٌقول له: إنك إذا أخذت الزكاة وأنت لست أهلاً لها فإنما تأكل سحتاً - والعياذ باله - فعلى المرء أن يتقى الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ((من يستغني يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله)) (٢) . ولكن إذا مد إليك رجل يده وغلب على ظنك أنه أهل فأعطيته فإن الزكاة تجزىء، وتبرأ بها ذمتك، ولو تبين بعد ذلك أنه ليس بأهل فلا إعادة للزكاة، والدليل على ذلك قصة الرجل الذي تصدق بمال فتصدق


(١) أخرجه مسلم: كتاب الزكاة/ باب كراهة المسألة للناس (١٠٤١) .
(٢) أخرجه البخاري: كتاب الزكاة/ باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى (١٤٢٧) . ومسلم: كتاب الزكاة: باب فضل التعفف والصبر (١٠٥٣) .

<<  <   >  >>