للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عيينة، قال: "رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم فقلت: يا رسول الله لقد اختلفت علي القراءات, فبقراءة من تأمرني؟ فقال: "بقراءة أبي عمرو بن العلاء" ١, وأخذ عن نصر بن عاصم المتقدم ذكره، وعن يحيى بن يعمر، وعن قارئ مكة عبد الله بن كثير. وأقام بين البدو أربعين سنة كما قرر اليزيدي "ص١٧١ مجالس العلماء للزجاجي".

"وأخذ عنه عيسى بن عمر ويونس بن حبيب وأبو الخطاب الأخفش, فكان هؤلاء الثلاثة أعلم الناس وأفصحهم"٢ وأما عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي فقد كان يلحن الفرزدق، وهو في زمن أبي عمرو والناس يفاضلون بينهما, فيقدمون أبا عمرو في اللغة ويقدمون ابن أبي إسحاق في النحو, وهو "أعلم أهل البصرة وأعقلهم، فرع النحو وقاسه، وتكلم في الهمز حتى عُمل فيه كتاب مما أملاه٣, ويذكرون أنه أول من علل النحو".

ويمكن أن يلحق بهذه الطبقة عيسى بن عمر الثقفي مولى خالد


١ بغية الوعاة.
٢ مراتب النحويين ص٢٣.
٣ عن مراتب النحويين ص٢٨ والمزهر ٢/ ٣٩٨، وشهادة يونس بن حبيب فيه:
أنه "لو كان في الناس اليوم من له ذهنه, ونفاذه كان أعلم الناس" طبقات فحول الشعراء ص١٤. وهذا وللزبيدي كلام يشير إلى نصيب عيسى بن عمر في تدريج النحو يقول فيه: وضع أبو الأسود باب الفاعل والمفعول لم يزد عليه ... فزاد رجل من بني ليث أبوابا, ثم نظر فإذا في كلام العرب ما لا يدخل فيه فأقصر عنه، فلما كان عيسى بن عمر قال: "أرى أن أضع الكتاب على الأكثر وأسمي الأخرى لغات, فهو أول من بلغ غايته في كتاب النحو.... وضع كتابين سمى أحدهما الجامع, والآخر المكمل" طبقات النحويين واللغويين ص١٥.

<<  <   >  >>