للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما أصدق ما قال هذا اللغوي الحلبي في تصوير الحال.

ولما عرض أبو الطيب لأشهر أعلام المذهب البغدادي، وهو ابن قتيبة، نقده بما لا يخرج عما تقدم فذكر الذين أخذ عنهم، ثم قال: "إلا أنه خلط بحكايات عن الكوفيين لم يكن أخذها عن ثقات, وكان يتسرع في أشياء لا يقوم بها نحو تعرضه لتأليف كتابه في النحو، وكتابه في تعبير الرؤيا، وكتابه في معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- و"عيون الأخبار" و"المعارف" و"الشعر والشعراء" ونحو ذلك مما أزرى به عند العلماء، وإن كان نفق بها عند العامة ومن لا بصيرة له"١.

وقد عقد ابن النديم لهذه الطبقة بابا عنوانه "من خلط بين المذهبين" عد منهم ابن قتيبة "٢٧٠" وأبا حنيفة الدينوري "٢٩٠" وابن كيسان "٣٢٠" ومحمد بن أحمد بن منصور الوراق "٣٢٠" ونفطويه "٢٣٣"٢.

ونستطيع أن نزيد على هؤلاء: سليمان الحامض "٣٠٥" وأبا علي الأصفهاني الملقب بلغدة، وابن السراج "٣١٦"، وأبا بكر بن الخياط "٣٢٠" وأبا عبد الله الكرماني "٣٢٩" وكلاب بن حمزة العقيلي وغيرهم, وللكشي كتاب "تخليط المذهبين". والطابع البصري أغلب على ما يسمى بالمذهب البغدادي في الجملة كما هو الشأن في بقية الأمصار. ولا عجب


١ المصدر السابق ص٨٥.
٢ الفهرست ص١١٥, وقال ابن النديم: "كان ابن قتيبة يغلو في البصريين إلا أنه خلط بين المذهبين، وحكى في كتبه عن الكوفيين, وكان صادقا فيما يرويه، عالما باللغة والنحو وغريب القرآن ومعانيه، والشعر والفقه، كثير التصنيف والتأليف, وكتبه في الجبل مرغوب فيها" ا. هـ. وانظر في هذا المصدر ترجمة نفطويه أيضا.

<<  <   >  >>