للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في نفسه. اللهم إلا أن يكون أحدهم فاسد المزاج نائم قوى التخيل والذكر وأما القياس فاستبصر فيه من تنبيهات:

تنبيه

قد علمت فيما سلف أن الجزيئات منقوشة في العالم العقلي نقشاً على وجه كلي ثم تنبهت لأن الأجرام السماوية لها نقوش ذوات إدراكات جزيئة وإرادات جزيئة تصدر عن رأى جزئي ولا مانع لها من تصور اللوازم الجزيئة من الكائنات عنها في العالم العنصري ثم إن كان ما يلوحه ضرب من النظر مستوراً إلا على الراسخين في الحكمة المتعالية أن لها بعد العقول المفارقة التي هي لها كالمبادئ نفوساً ناطقة غير منطبعة في مورادها بل لها معها علاقة ما كما لنفوسنا مع أبداننا وأنها تنال بتلك العلاقة كمالا ماحقاً صار للأجسام السماوية زيادة معنى في ذلك لتظاهر رأى جزئي وآخر كلي ويجتمع له مما نبهناك عليه أن للجزيئات في العالم العقلي نقشاً على هيئة كلية وفي العالم النفساني نقشاً على هيئة جزيئة شاعرة بالوقت والنقشان معاً اهـ. وهو كلام فلسفي لا يؤمن به خلفي فضلا عن سلفي إذ لا يخلو عند العارفين من علل فباطنه سم وظاهره عسل فتدبر وتأمل. وأنت تعلم أن الحكماء أثبتوا العقول العشرة وأنها أزلية أبدية وادعوا أن لها إدراكاً وتوسطاً بين البارئ سبحانه وبين العالم الجسماني فالعقل الذي يصدر عنه الفلك الأعظم مبدأ للعقل الثاني وللفلك الأعظم ثم يصدر عن كل عقل وفلك وذلك إلى العقل التاسع فيصدر عنه فلك القمر. وعقل عاشر وهو عندهم المبدأ الفياض والمدبر لما تحت فلك القمر وهو العقل الفعال ويسمى بلسان الشرع جبريل وأدلتهم وأجوبتها في محلها فإن أردتها فارجع إليها.

<<  <   >  >>