للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن عبد البر:أرواح الشهداء في الجنة وأرواح عامة المؤمنين على أفنية القبور.

وقال فرقة: مستقرها العدم المحض وهذا قول مخالف للنصوص القرآنية والنبوية وإجماع الصحابة والتابعين.

وقالت فرقة:مستقرها بعد الموت أبدان أخر تناسب أخلاقها وصفاتها التي اكتسبتها في حال حياتها فتصير كل روح إلى بدن حيوان يشاكل تلك الأرواح كالسبع والكلب والحشرات وهذا قول التناسخية منكرى المعاد وهو خارج عن أقوال أهل الإسلام.

وإن أردت تفصيل أدلة هذه الأقوال فعليك بكتاب الروح لابن القيم عليه الرحمة - قال: ولا يضيق عطنك عن كون الروح في الملأ الأعلى تسرح في الجنة حيث شاءت وتسمع سلام المسلم عليها عند قبرها وتدنو حتى ترد عليه السلام.

وللروح شأن آخر غير شأن البدن وهذا جبريل صلوات الله تعالى عليه رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - وله ستمائة جناح منها جناحان قد سد بهما ما بين المشرق والمغرب وكان يدنو من النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يضع ركبته ويديه على فخذيه وما أظنك يتسع بطانك أنه كان حينئذ في الملأ الأعلى فوق السموات حيث هو مستقره وقد دنا من النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الدنو فإن التصديق بهذا له قلوب خلقت له وأهلت لمعرفته.

ومن لم يتسع بطانه لهذا فهو يضيق أن يتسع للإيمان بالتنزيل الالهي إلى سماء الدنيا كل ليلة وهو فوق سمواته على عرشه ولا يكون فوقه شئ ألبته. بل هو العالي على كل شيء وعلوه من لوازم ذاته وكذلك دنوه عشية عرفة من أهل الموقف وكذلك مجيئه يوم القيامة لمحاسبة خلقه وإشراق الأرض بنوره.

<<  <   >  >>