للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنازلاً بفراقها لم تقنع

وأظنها نسيت عهوداً بالحمى ... عن ميم مركزها بذات الأجرع

حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها ... بين المعالم والطلول الخضع

علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت ... بمدامع تهمى ولم تتقطع

تبكي وقد ذكرت عهوداً بالحمى ... درست بتكرارا الرياح الأربع

وتظل ساجعة على الدمن التي ... نقص عن الأوج الفسيح المربع

إذ عاقها الشرك الكثيف فصدها ... ودنا الرحيل إلى القضاء الأوسع

حتى إذا قرب المسير عن الحمى ... ما ليس يدرك بالعيون الهجع

سجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت ... والعلم يرفع كل من لم يرفع

وغدت تغرد فوق ذروة شاهق ... عال إلى قعر الحضيض الأوضع

فلأي شيء أهبطت من شامخ ... طويت على الفذاللبيب الأروع

إن كان أهبطها الإله لحكمة ... لتكون سامعة لما لم تسمع

فهبوطها إن كان ضربة لازب ... في العالمين فخرقها لم يرقع

وتعود عالمة بكل خفية ... حتى لقد غربت المطلع

وهي التي قطع الزمان طريقها ... ثم انطوى فكأنه لم يلمع

فكأنما برق تألق بالحمى ... عنه فنار العلم ذات تشعشع

فانعم برد جواب ما أنا فاحص

وقد زد عليه العارف العلامة الشيخ رفيع الدين بن مسند الوقت أحمد ولى الله الدهلوي رحمهما الله تعالى في قصيدة بديعة وهي هذه: [كامل] :

عجباً لشيخ فيلسوف ألمعى ... خفيت لعينيه منارة مشرع

هلا تقطن أن بعث النفس في الأ ... بدان ينشأ من مواطن شفع

منها مواطن عاممات الحكم أو ... مختصة مترتبات الموقع

ولكلها حكم وغايات بها ... تستوجب التخصيص في المتفرغ

<<  <   >  >>