للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه بعض الحسدة في باب (آداب الخلاء) : ولا يستقبل الشمس ولا القمر لأن إبراهيم الخليل كان يعبدهما فأفتوا بقتله فخرج في الليل من مصر هارباً ولم يرجع إليها. انتهى

(قلت) : ومن ذلك ما دسه بعض الحسدة المخالفين على الشيخ ابن تيمية أنه كفر حبر الأمة ابن عباس في كتابه (الصراط المستقيم في الرد على أهل الجحيم) كما نقله في (كشف الظنون عن الحصنى في كتابه الذي ألفه في الرد عليه.

فانظر بعين الإنصاف كيف يتصور من شيخ الإسلام الذي قام في انتصار السنة أتم قيام وبلغت مصنفاته نحو الأربعمائة كتاب واشتهرت سيرته وتحققت عدالته ومحبته وتعظيمه لكافة الأصحاب وذب عن الصحابة أقوال المفترين وجعلهم كلهم أئمة وأخذ في كثير من اختياراته بأقوال ذلك الإمام دون غيره من الصحابة الكرام - أم يكفر ابن عباس! فما هذا الافتراء إلا من شيطان خناس أعاذنا الله تعالى من أمثاله ولا رمانا بمثل مفتريات أقواله ولقد أحسن القائل: [بسيط]

إن يسمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا ... شراً أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا

[(ترجمة الإمام المازرى)]

(قوله: المازرى) - هو محمد بن علي التميمى الفقيه المالكي المحدث أحد الأعلام المشار إليهم في حفظ الحديث والكلام عليه وشرح صحيح مسلم وله في كتب متعددة وكذا في غير توفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة بالمهدية والمازرى: نسبة إلى مازار - بالزاي - وهي بلدة بجزيرة صقلية قاله في الوفيات.

<<  <   >  >>