للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يحرم فرجاً. وقال: وسئل عنه شيخنا العلامة المحقق الحافظ المغتى المصنف ((أبو زرعة أحمد ابن شيخنا الحافظ العراقي الشافعي)) فقال: لا شك في اشتمال ((الفصوص)) المشهورة على الكفر الصريح الذي لايشك فيه، وكذلك فتوحاته المكية فإن صح صدور ذلك عنه واستمر عليه إلى وفاته فهو كافر مخلد في النار بلا شك - قال: وكذلك شيخ الإسلام ((سراج الدين البلقيني)) صرح بكفر ابن عربي - وكذا رضي أبو بكر محمد المعروف بابن الخياط، والقاضي شهاب الدين أحمد الناشري الشافعيان وجملة من العلماء. وقال العلامة أبو حيان عند تفسير قوله تعالى في المائدة {لقد كفر الذين قالوا} الآية (١) ما نصه: ذكر تعالى أن من النصارى من قال: إن المسيح هو الله، ومنهم من قال: هو ابن الله، ومنهم من قال: هو ثالث ثلاثة. وتقدم أنهم ثلاثة طوائف: ملكانية، ويعقوبية، ونسطورية، وكل منهم يكفر بعضهم بعضاً.

ومن بعض اعتقادات النصارى استنبط من تسربل بالإسلام ظاهراً وانتمى إلى الصوفية حلول الله تعالى في الصور الجميلة، ومن ذهب ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة كالحلاج، والشوزى وابن أحلى وابن عربي المقيم بدمشق وابن الفارض وأتباع هؤلاء كابن سبعين والششترى تلميذه وابن مطرف المقيم بمرسية، والصفار المقتول بغرناطة، وان التاج، وابن الحسن المقيم كان بلودقة وممن رأينا يرمى بهذا المذههب المعون العفيف التلمساني وله في ذلك أشعار كثيرة، وابن عياش المالقي الأسود الأقطيع المقيم كان بدمشق وعبد الواحد المؤخر المقيم كان بصعيد مصر والبلى العجمى الذي تولى المشيخة بخانقاه سعيد السعداء بالقاهرة من ديار مصر وأبو يعقوب بن مبشر تلميذ الششترى المقيم كان بحارة زويلة في القاهرة والشريف عبد العزيز المنوفى وتلميذه عبد الغفار التومى.


(١) قوله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثلاث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد} [المائدة ٧٣]

<<  <   >  >>