للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوحدة المطلقة وأملى عليهم كلاماً في العرفان على رأى الاتحادية وصنف في ذلك أوضاعاً كثيرة وتلقوها عنه وأثبتوها في البلاد.

وقد ترجمه ((ابن حبيب)) فقال: صوفى متفلسف متزهد يدخل البيت لكن من غير أبوابه وله أقوال تميل إليها بعض القلوب وينكرها بعض.

وقال ((لأبي الحسن الششترى)) عندما لقيه وقد سأله عن وجهته وأخبره بقصد الشيخ ((أبي أحمد)) : إن كنت تريد الجنة فشأنك ومن قصدت وإن كنت تريد رب الجنة فهلم إلينا وأما ما نسب إليه من آثار السيمياء وغيره فكثير جداً وله علم الحروف والأسماء اليد الطولى.

ومما شنع عليه أنه ذكر في ((كتاب البدء)) : أن صاحب الإرشاد ((إمام الحرمين)) إذا ذكر ((أبو جهل)) فهو ثالث الرجلين وأنه قال في شأن ((الغزالي)) : إدراكه (١) في العلوم أضعف من خيط العنكبوت.

وقد حكى عن قاضي القضاة ((ابن دقيق العيد)) أنه قال: جلست معه في ضحوة إلى قرب الظهر وهو يسرد كلاماً تعقل مفرداته ولا تفهم مركباته والناس فيه بين مكفر ومقلد وتوفي بمكة - زادها الله شرفاً - سنة تسع وستين وستمائة اهـ.

[(ترجمة الحلاج)]

(وأما الحلاج) فهو على ما قال ((ابن خلكان)) : أبو مغيث الحسين بن منصور الحلاج من أهل البيضاء وهي بلدة بفارس ونشأ بواسطة والعراق وصحب ((ابا القاسم الحنيد)) وغيره والناس في أمره مختلفون فمنهم من يبالغ في تعظيمه ومنهم من يكفره ورأيت في ((مشكاة الأنوار)) لأبي حامد الغزالي فصلا طويلا في حاله وقد اعتذر عن الألفاظ التي كانت تصدر


(١) (ص. م) أدركته.

<<  <   >  >>