للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المناقشة:

أ. اشرح الأثر شرحا إجماليا.

ب. وضح مناسبة الأثر للباب.

وقال أبو العباس - بعد حديث زيد بن خالد الذي جاء فيه أن الله تعالى قال: " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر "١ الحديث، وقد تقدم -: "وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم - سبحانه وتعالى - من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به. قال بعض السلف: هو كقولهم كانت الريح والملاح حاذقا، ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة الكثيرين".

الشرح الإجمالي:

معنى الأثر المذكور أن السفن إذا جرين بريح طيبة بأمر الله جريا حسنا، نسبوا ذلك إلى طيب الريح وحذق الملاح في سياسة السفينة وقيادتها، ونسوا ربهم الذي أجرى لهم الفلك في البحر رحمة بهم، فيكون نسبة ذلك إلى طيب الريح وحذق الملاح من جنس نسبة المطر إلى الأنواء، وإن كان المتكلم بذلك لم يقصد أن الريح هو الفاعل لذلك من دون خلق الله وأمره، وإنما أراد أنه سبب لكن لا ينبغي أن يضيف ذلك إلا إلى الله وحده؛ لأن غاية الأمر في ذلك أن يكون الريح والملاح سببا أو جزءا من السبب، ولو شاء الرب - تبارك وتعالى - لسلبه سببيته فلم يكن سببا أصلا فلا يليق


١ البخاري: الأذان (٨٤٦) . ومسلم: الإيمان (٧١) . والنسائي: الاستسقاء (١٥٢٥) . وأبو داود: الطب (٣٩٠٦) . وأحمد (٤/١١٧) . ومالك: النداء للصلاة (٤٥١) .

<<  <   >  >>