للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأيضاً هناك فرقٌ بين الرب والسيِّد: فإن الرب من أسماء الله بالاتفاق بخلاف السيد فقد اختُلف في كونه من أسماء الله. وعلى القول بأنه منها فليس له من الشُّهرة وكثرة الاستعمال مثل ما للرب.

ومولاي: المولى يُطلق على معانٍ كثيرة منها: المالكُ وهو المراد هنا.

ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي: لأن الذي يستحق العبودية هو الله سبحانه؛ ولأن في ذلك تعظيماً لا يستحقه المخلوق.

وليقل فتاي وفتاتي وغلامي: لأن هذه الألفاظ لا تدل على العبودية كدلالة عبدي وأمتي، وفيها تجنُّب للإيهام والتعاظم.

المعنى الإجمالي للحديث: ينهى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن التلفظ بالألفاظ التي توهِم الشرك، وفيها إساءة أدب مع الله كإطلاق ربوبية إنسان لإنسان أو عبودية إنسان لإنسان؛ لأن الله هو الرب المعبود وحده. ثم أرشد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى اللفظ السليم الذي لا إيهام فيه؛ ليكون بديلاً من اللفظ الموهِم، وهذا منه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حمايةً للتوحيد وحفاظاً على العقيدة.

مناسبة الحديث للباب: أن فيه النهي عن قول: عبدي وأمَتي.

ما يستفاد من الحديث:

١- النهيُ عن استعمال الألفاظ التي توهِم الشرك.

٢- سدُّ الطرق الموصلة إلى الشرك.

٣- ذكرُ البديل الذي لا محذور فيه؛ ليُستعملَ مكان ما فيه محذورٌ من الألفاظ.

* * *

<<  <   >  >>