للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١-عِظم خلق جبريل عليه السلام:

رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على صورته الملائكية التي خلقه الله عليها مرتين، هما المذكورتان في قوله تعالى: (ولقد رآه بالأفق المبين) [التكوير: ٢٣] ، وفي قوله: (ولقد رآه نزلةً أخرى - عند سدرة المنتهى - عندها جنة المأوى) [النجم: ١٣-١٥] ، عندما عرج به إلى السموات العلا.

وقد ورد في صحيح مسلم: أن عائشة رضي الله عنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن هاتين الآيتين فقال صلى الله عليه وسلم: (إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين.

رأيته منهبطاً من السماء، سادّاً عِظَمُ خَلْقه ما بين السماء إلى الأرض) (١) .

وسئلت عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى: (ثم دنا فتدلَّى) [النجم: ٨] ، فقالت: " إنما ذلك جبريل عليه السلام، كان يأتيه في صورة الرجال، وإنه أتاه في هذه المرة في صورته، التي هي صورته، فسدّ أفق السماء " (٢) .

وورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه قال: " رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح " (٣) .

وقال ابن مسعود أيضاً في قوله تعالى: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) [النجم: ١٨] " أي رفرفاً أخضر قد سدّ الأفق " (٤) . وهذا الرفرف الذي سدّ الأفق هو ما كان عليه جبريل، فقد ذكر ابن حجر أن النسائي والحاكم رويا من طريقهما عن ابن مسعود قال: " أبصر نبي الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض " (٥) .

وذكر ابن حجر أن ابن مسعود قال في رواية النسائي: " رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح قد سدّ الأفق " (٦) .

وفي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته، وله ستمائة جناح، كل جناح منها قد سدّ الأفق. يسقط من جناحه التهاويل (٧) من الدرر واليواقيت ".

قال ابن كثير في هذا الحديث: " إسناده جيد " (٨) .

وقال في وصف جبريل: (إنه لقول رسولٍ كريمٍ - ذي قوةٍ عند ذي العرش مكينٍ - مُّطاعٍ ثم أمينٍ) [التكوير: ١٩-٢١] ، والمراد بالرسول الكريم هنا: جبريل، وذي العرش: رب العزة سبحانه.

٢-عِظم خلقه حَمَلة العرش:

روى أبو داود عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أُذن لي أن أُحدِّث عن ملك من ملائكة الله، من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام) (٩) .

ورواه ابن أبي حاتم وقال: (تخفق الطير) . قال محقق مشكاة المصابيح: " إسناده صحيح " (١٠) .

وروى الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد صحيح عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش، رجلاه في الأرض السفلى، وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام، يقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت) (١١) .


(١) صحيح مسلم: ١/١٥٩. ورقم الحديث: ١٧٧.
(٢) صحيح مسلم: ١/١٦٠. ورقمه: ١٧٧.
(٣) صحيح البخاري: ٨/٦١٠. ورقمه: ٤٨٥٦، ٤٨٥٧.
(٤) صحيح البخاري: ٨/٦١١. ورقمه: ٤٨٥٨.
(٥) فتح الباري: ٨/٦١١.
(٦) فتح الباري: ٨/٦١١.
(٧) التهاويل: الأشياء المختلفة الألوان.
(٨) البداية والنهاية: ١/٤٧.
(٩) صحيح سنن أبي داود: ٣/٨٩٥. ورقمه: ٩٣٥٣.
(١٠) مشكاة المصابيح: ٣/١٢١. وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، حديث رقم: ١٥١.
(١١) صحيح الجامع الصغير. الطبعة الثالثة: ١/٢٠٨. ورقمه: ٨٥٣.

<<  <   >  >>