للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَإِنَّهُ يبْحَث عَن الْأَشْيَاء الغوامض فَإِن قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِمَا لَا يحصل لَهُ فَائِدَة وَرُبمَا يحصل بَينه وَبَين أَقوام جِدَال وَرُبمَا أدّى ذَلِك إِلَى ملامة وَرُبمَا يكون قُصُور فهم عَمَّا هُوَ طَالب حَقِيقَة وَعدم ادراك ذَلِك وَقد يكون ارْتِكَاب أَمر مَنْهِيّ عَنهُ (وَمن رأى) مجلدات الْكَلَام فِي بَاب التَّوْحِيد أَو الْمنطق أَو الْبَيَان أَو مَا يُنَاسب ذَلِك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِأُمُور عَجِيبَة وَرُبمَا لَا يُفِيد من ذَلِك شَيْء لدينِهِ. (وَمن رأى) مجلدات فَضَائِل التَّسْبِيح والتهليل أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون طلق اللِّسَان بالخيرات وَالصَّلَاح مَحْمُودًا فِي أَفعاله متجنبا للدنيا طَالبا للآخرة (وَمن رأى) من مجلدات الدَّعْوَات أَو الْخطب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِن الله تَعَالَى يستجيب دعاءه ويبلغه مأمنه (وَمن رأى) من مجلدات الْقَصَص أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على مواعظها رَاغِبًا فِي استماعها (وَمن رأى) من مجلدات قصَص الْمُلُوك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا يلومه النَّاس فِي أَفعاله (وَمن رأى) من مجلدات الْحِكْمَة أَو قَرَأَ شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يدل على قِرَاءَة الْقُرْآن من الْمُصحف وَقيل يكون ذكياً ذَا فهم وَكَلَام غَرِيب (وَمن رأى) من مجلدات النَّحْو وَالْأَدب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على الدُّنْيَا وأشغالها وَيطْلب الشُّهْرَة وَالثنَاء فِي الْخلق (وَمن رأى) من مجلدات الرسائل أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصير كَاتبا عِنْد الْمُلُوك والأكابر. (وَمن رأى) من مجلدات الطِّبّ أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون رَئِيسا فِي مهماته مصلحا للأمور الْفَاسِدَة (وَمن رأى) من مجلدات الطبائع أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون عَالما بِأُمُور الدُّنْيَا يدْرِي بِأَن لَيْسَ فِي طلبَهَا فَائِدَة بَاقِيَة (وَمن رأى) من مجلدات النُّجُوم وَقَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ صَلَاح أشغال دُنْيَاهُ وَلَا ينْتَفع مِنْهُ وَلَا من غَيره (وَمن رأى) من مجلدات الشّعْر أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِن كَانَ مدحا أَو غزلا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِفعل يحصل لَهُ بذلك من النَّاس الْمَلَامَة والطعن وَلَيْسَ لَهُ مصلحَة مِنْهُ فِي دينه ودنياه وَإِن كَانَ شعرًا فِيهِ فَضَائِل وتوحيد وَهُوَ يقْرَأ يُصَادف خيرا وَفَائِدَة (وَمن رأى) من مجلدات التَّعْبِير أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ حَدِيث من شخص جليل الْقدر وَيحصل لَهُ من ذَلِك الحَدِيث امتنان وَخير وَشرف لقَوْله عز وَجل: {وعلمتني من تَأْوِيل الْأَحَادِيث} (وَمن رأى) من مجلدات الهندسة أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِعلم يشْتَهر فِي النَّاس بِهِ وَلَيْسَ لدينِهِ من ذَلِك مَنْفَعَة وَيكون كثير الافتكار. (وَمن رأى) من مجلدات الْقِسْمَة والمساحة أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بِلَا مَنْفَعَة من مجلدات (وَمن رأى) الْحساب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا يكون مهموما مغموما فِي طلب الدُّنْيَا (وَمن رأى) من مجلدات النَّوَادِر والمضاحك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ فعل قَبِيح فصيح (وَمن رأى) من مجلدات عُيُوب النَّاس وهجوهم وَمَا لَا مَنْفَعَة فِيهِ أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يغتابه الْخلق ويشتهر بَينهم بالسيرة الذميمة وَقيل رُؤْيا المجلدات إِذا لم تفتح وَلم يعلم مَا فِيهَا فَهُوَ حُصُول مَنْفَعَة وَإِن كَانَ تعبيرها على مَا تقدم وَقيل رُؤْيا المجلدات مَا لم يحدث بهَا حَادث مُنكر فِي الْيَقَظَة فَهُوَ خير على كل حَال وَإِن حصل مَا يُنكر فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَنه يجمع مجلدات كَثِيرَة فَإِنَّهُ يُحِيط بعلوم شَتَّى فَإِن قَرَأَهَا كَانَت احاطته عَن أصل وَحَقِيقَة وَإِن لم يَقْرَأها فضد ذَلِك (وَمن رأى) أَنه يجلد كتابا فَإِنَّهُ يحسن إِلَى رجل فَاضل وَكَذَلِكَ الحبك (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ التَّوْرَاة فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول قُوَّة من قبل الأكابر وَذي الحشمة وينال من أَصْحَابه خيرا وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ التوارة جَهرا بِصَوْت عَال فَإِن يؤول بِالْخُصُومَةِ وَلكنه يظفر بِالْحَقِّ وَيحصل لَهُ مُرَاده (وَمن رأى) أَن أحدا يُعلمهُ قِرَاءَة التَّوْرَاة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر وَقيل ان التَّوْرَاة تؤول بالكبير الْقَدِيم الْهِجْرَة الْفَاضِل (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ التَّوْرَاة من حفظه لَا من كتاب فَإِنَّهُ يظفر بحاجته بعد مخاصمة (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ الانجيل من الْكتاب فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَنْفَعَة من قبل النَّصَارَى وَمن قَرَأَهُ من غير كتاب فَإِنَّهُ ينخدع بِالْبَاطِلِ عَن الْحق وَيكون محبا لِلنَّصَارَى. (ورؤيا الصُّحُف) : قَالَ ابْن سِيرِين: (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ صحف إِبْرَاهِيم أَو صحف مُوسَى فَإِنَّهُ يدله أحد على طَرِيق الصَّوَاب ويمنعه عَن طَرِيق الْخَطَأ خُصُوصا إِذا قَرَأَ من الْكتاب (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ الصُّحُف عَن ظهر الْقلب فَإِنَّهُ يدل على معيشته بَين النَّاس بالنفاق قَالَ جَابر المغربي: إِذا رأى الْمُسلم أَنه ترك الْمُصحف واشتغل بِقِرَاءَة صحف إِبْرَاهِيم أَو مُوسَى فَإِنَّهُ يدل على ضعف اعْتِقَاده فِي دين الاسلام وَيكون محبا للْيَهُود وَالنَّصَارَى وَيكون مائلا إِلَى مَا هم عَلَيْهِ ورؤيا الزبُور تؤول بِالْخَيرِ فَمن رأى أَنه يقْرَأ الزبُور من الْكتاب فَإِنَّهُ يخْتَار الْفِعْل الْحسن (وَمن رأى) أَنه يقْرَأ عَن ظهر الْقلب فَإِنَّهُ يدل على نفَاقه وريائه فِي الْأَفْعَال وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يقْرَأ صحيفَة من صحف أحد من الْأَنْبِيَاء فَهُوَ خير (وَمن رأى) أَنه يكْتب صحيفَة أَو ينظر فِيهَا وَلَا يحسن قرَاءَتهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مِيرَاثا لقَوْله تَعَالَى: (إِن هَذَا

<<  <   >  >>