للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[رابعا: المربي المسلم]

١- تمهيد حول أهمية المربي:

أشار القرآن إلى دور المعلمين من الأنبياء وأتباعهم، وإلى أن وظيفتهم الأساسية دراسة العلم الإلهي وتعليمه، وذلك في سورة آل عمران بقوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: ٣/ ٧٩] .

وأشار جل جلاله إلى أن من أهم وظائف الرسول صلى الله عليه وسلم تعليم الناس الكتاب والحكمة، وتزكية الناس أي تنمية نفوسهم، وتطهيرهم بقوله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} [البقرة: ٢/ ١٢٩] .

وقد بلغ من شرف مهنة التعليم أن جعلها الله من جملة المهمات التي كلف بها رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: ٣/ ١٦٤] .

ويتضح من هذه الآيات أن المربي وظائف أهمها.

أ- التزكية أي التنمية والتطهير، والسمو بالنفس إلى بارئها وإبعادها عن الشر، والمحافظة على فطرتها.

ب- التعليم أي نقل المعلومات، والعقائد إلى عقول المؤمنين، وقلوبهم ليطبقوها في سلوكهم وحياتهم.

<<  <   >  >>