للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا يحمل العلماء المسلمين على استمرار البحث العلمي وتتبع جزئياته والتعمق في دراسته، فيظل العلم ناميا متطورًا تجني البشير من ثماره كل جني مستطاب، وتبدع وتبتكر وتجدد.

في ضوء ما سبق يمكن أن نحدد أهم أسس عملية "التوجيه الإسلامي للعلوم على النحو التالي".

١- أن ينطلق التوجيه الإسلامي للعلوم من الدين الحنيف عقيدة وشريعة ومعاملات وأخلاقًا.

فالإسلام دين متكامل الأركان. والعقيدة فيه هي حجر الزاوية، وهي تولد في المسلم الطاقة الإيمانية التي تتملك وجدانه حبا لله تمسكًا بالعبودية له وامتثالًا لأوامره ونواهيه، والشريعة تحدد مجالات حركة المسلم وحدودها وفق منهج الله. وتقدم المعاملات والأخلاق مجالات للسلوك وفق هذا المنهج.

٢- أن يقوم هذا التوجيه على دراسة العلوم الحديثة دراسة مستفيضة ويحافظ على مواكبة التطورات الحديثة فيها. فإذا أردنا أن ينطلق التوجيه الإسلامي للعلوم من الدين الحنيف، فإن استيعاب كل من العلوم الشرعية ذات العلاقة والدراسة المستفيضة للعلوم المراد توجيهها إسلاميا، تكون أهم أسس هذا التوجيه على الإطلاق. فلهذه العلوم طبيعة خاصة وأساليب البحث فيها تعتمد على الملاحظة والتجريب -في كثير من الأحيان- وغيرها من الأساليب غير المتواترة في بحوث العلوم الشرعية. لذلك فإن التنسيق المطلوب بين الأسس الشرعية والعلم المراد توجيهها إسلاميا لا يتم إلا بناء على فهم واستقصاء علوم المجالين.

٣- أن يقوم التوجيه الإسلامي للعلوم على حركة مستمرة ونشيطة للبحث والدراسة والاستقصاء. فهذا أمر تحتمه الضرورة لأسباب أهمها:

- أن العلوم المراد توجيهها إسلاميا تخطو خطوات سريعة نحو النمو والتقدم في المجالات والأساليب والأدوات، فضلًا عن الأفكار والقيم والاتجاهات. وهذا يتطلب المتابعة على أسس علمية موجهة إسلاميا.

- أن التقدم الذي يحدث في هذه العلوم، في الوقت الحاضر على الأقل، يتم في غير البلدان الإسلامية، ومن ثم لا يتم على أسس إسلامية. وهذا يتطلب استمرار عملية التوجيه الإسلامي, حماية لأبناء الأمة من التغريب والتلويث الثقافي.

<<  <   >  >>