للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثامن: أهم خصائص المجتمع المسلم]

[مقدمة الفصل الثامن]

يختلف الكاتبون في اشتقاق خصائص المجتمع المسلم لثراء المصادر، وكفاية الأدلة واختلاف أهداف الاشتقاق. وليس من أهدافنا استقصاء آراء الكاتبين في هذه الخصائص, ولا هو حصر هذه الخصائص، بناء على منهج معين لتحديدها، ولكن هدفنا هو تحديد أهمها بناء على الهدف من هذا الكتاب، وهو في مجمله حصر أهم خصائص المجتمع التي يمكن أن تكون مصدرًا لبناء مناهج دراسية غايتها تربية الفرد تربية إسلامية.

وسوف نعنى، إن شاء الله، بالكليات دون التفاصيل.

وتبني المقومات الأساسية لنظرة الإسلام للمجتمع، على نظرة الإسلام لكل من الإنسان والكون والحياة والمعرفة، فللإسلام في هذا كله نظرة تتفق مع طبيعة هذا الدين القيم. فالإنسان الذي يقول البعض أن سر وجوده هو الارتقاء من فصيلة أخرى، تعلمنا التربية الإسلامية أن الله سبحانه وتعالى خلقه من سلالة من طين. والكون الذي يرى البعض أن الطبيعة أوجدته، تعلمنا التربية الإسلامية أنه -بما فيه من أنساق ونواميس ومجرات وأحياء- من خلق الله سبحانه وتعالى. والحياة التى لا ترى تربيات كثيرة فيها سوى بعدها الدنيوي، ومن ثم تركز على أسباب الحياة ووسائلها ومادياتها ومتعها وصولًا إلى المتاع فيها وانتهاء بها، فإن التربية الإسلامية تجعلها تمتد إلى الحياة الأخرى، فتصبح الحياة الدنيا معبرًا لحياة أخرى، وعلى الإنسان أن يعمل للأولى كأنه يعيش فيها أبدًا، وأن يعمل للأخرى كأنه يموت غدًا. وللمعرفة -أيضًا- في الإسلام مفهوم خاص من حيث إنها من عند الله، وأنها لا تنفد وأنها تعنى بالمغيب والمشهود, وغير ذلك من الخصائص التي لا يتسع المجال لذكرها.

واستقراء لنظرة الإسلام للمجتمع، فإن المؤلف يرى أن أهم خصائص المجتمع المسلم تتلخص فيما يلي:

أولًا: ترسيخ عقيدة التوحيد.

ثانيًا: الحكم بما أنزل الله على أساس الأخذ بالشورى والالتزام بالعدل.

ثالثًا: الدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

رابعًا: تكوين الأسرة المسلمة.

خامسًا: تحقيق التضامن الإسلامي والتكافل الاجتماعي، بين المسلمين.

سادسًا: متابعة الاجتهاد، لتقديم حلول لما لم يرد فيه نص.

سابعًا: بث روح الجهاد في سبيل الله.

ثامنًا: حسن استثمار المصادر البشرية والطبيعية بالمجتمع, والعمل على الارتقاء بالحياة فيه.

<<  <   >  >>