للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: ٦٥] .

وقال تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [هود: ٦١] .

وقال تعالى: {إِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُْ} [هود: ٨٤] .

وهذا رسول الله، يبين أن عقيدة التوحيد، هي حق من حقوق الله على العباد وأنها تنجيهم من العذاب.

عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: كنت ردف النبي. على حمار. فقال لي: "يا معاذ أتدري ما حق الله على عباده؟ وما حق العباد على الله"؟. قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا, وحق العباد على الله: أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا" , قلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟ قال: "لا تبشرهم فيتكلوا". "الصحيحان". ويبين الحاق تبارك وتعالى أن من تتلبث عقيدته بالشرك فقد أثم، ولا ينال مغفرة الله أبدًا، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: ٤٨] .

ورابطة العقيدة هي أوثق الروابط في المجتمع، فهي تتخطى حواجز الحدود الجغرافية والعرقية, وحواجز اللون والجنس. بل تتخطى كافة الحواجز، وتجعل الانتماء الوحيد للمسلم هو الدين الإسلامي. فبهذه العقيدة نجد بلالا الحبشي، وصهيبًا الرومي وسلمان الفارسي، وأبا بكر القرشي، وغيرهم يتركون وراء ظهورهم كل عوامل التمايز بينهم ويرتبطون بالعقيدة وحدها، فينصهرون في مجتمع مثالي متفرد -على مر التاريخ- في خصائصه الطيبة.

<<  <   >  >>