للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان هوى هؤلاء مع المنهج الجديد هون الإعلام من الأخطاء، وإذا كان العكس هول الإعلام فيها. وفي كلا الحالين لا يخدم الإعلام تخطيط المنهج الجديد، وإنما يخدمه، بأن يكون موقفه موضوعيا وملتزمًا الدقة في التعبير عن الحال. من أجل هذا فإن الكثيرون من القائمين على تخطيط المناهج، لا يحبذون إطلاع الإعلام على نتائج تطبيقها قبل نضجها.

واستعجال الإعلام لنتائج تطبيق المنهج الجديد يضع القائمين عليها تحت ضغط يربكهم. ويكون الموقف أكثر صعوبة إذا قارن الإعلام المنهج الجديد بنظيره في مجتمع أكثر تقدمًا تتوافر له إمكانات مادية وبشرية أفضل دون إشارة إلى هذه الإمكانات، بهذا يبدو المنهج الجديد أقل كفاءة وأقل فائدة، ولهذا أثره السيئ في عملية تخطيط المناهج.

ومن المؤثرات السلبية للإعلام عدم العناية بتخطيط المناهج فلا يهتم بالتوعية بأهدافه وحاجاته وضرورة دعمه. ولا يسلط الأضواء على إنجازاته أولًا بأول، ولا يشيد بالمبرزين من العاملين فيه، إلى غير هذا من عوامل الدعم المعنوي وتثقيف المواطنين عن ضررة تحديث التعليم بعامة والمناهج بخاصة.

وهناك مؤسسات اجتماعية أخرى قد تكون مصدرًا لمعوقات تخطيط المناهج أول هذه المؤسسات نقابات المعلمين وجمعياتهم. فإذا ما شعر المعلمون أن المنهج القادم سوف يمس بتفوقهم المهني أو مركزهم الأدبي أو نموهم الاقتصادي فإنهم قد يلجئون إلى تحريك نقابة المهندسين، ونقابة العلميين، ونقابة الأطباء وغيرها من النقابات المهنية، فكل هذه المؤسسات يمكن أن تقف في وجه المناهج الجديدة إذا تصورت أنها لا تتمشى مع مصالح منسوبيها. وإذا أدرك مديرو المطابع ودور النشر التي تطبع كتب الدراسة وتنشرها أن المنهج القادم سوف يحرمهم من هذه المكاسب فقد يعملون على إعاقته أو إلغائه، كلية. وكذلك الأمر بالنسبة للمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأخرى يمكن أن تقف كل منها في وجه تخطيط المنهج الجديد, إذا ما تصورت أنه يمس مصالح أفرادها وحقوقهم المكتسبة.

وقد يكون أولياء الأمور من معوقات تحطيط المنهج الدراسي الجديد. فإضافة إلى ما سبق ذكره من احتمال الرغبة في توجيه عملية التخطيط وفق منظورهم الخاص، فإن الخوف من المجهول والرغبة في توقي ما قد يحدث من مشكلات في المستقبل لأبنائهم، قد يدفع بعضهم إلى معارضة تخطيط منهج جديد، فعلى سبيل المثال، التلميذ المتفوق يود ولي أمره أن يحافظ على تفوقه، وهو لا يدري إذا كان هذا التفوق سوف يتحقق في المنهج الجديد أم لا، وولي أمر التليميذ المتخلف دراسيا يخشى أن يكون ابنه أكثر تخلفًا في المنهج الجديد. وقد ينظر ولي الأمر إلى تخطيط

<<  <   >  >>