للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خاتمة]

أما بعد: فهذا ما استطعت التقدم به في هذا البحث الذي رجوت أن يكون تجديدًا في دراسة السنة من ناحية الموضوع -وهو مدرسة الحديث في مصر في أهم فترات أزدهار دراسته فيها- ومن ناحية المنهج التفصيلي الذي عولت عليه في عرضي له، وإبرازه للقارئ الكريم إما في صميم الموضوع وكنهه، وإما فيما لا بد منه لتصويره والإحاطة به، كالموضوعات التي تعرضت فيها لغير مصر من الأماكن، وتعرضت فيها لغير الزمن الذي حددته للبحث، ولغير الأعلام الذين ينتمون إلى هذا البلد، ضرورة الربط العلمي في التطوير، وبناء اللاحق على السابق، وربط المعاصر بالمعاصر بما تدعو إليه ضرورة الأخذ والإعطاء، مهما تباعدت الأماكن أو تقاربت، ومهما اختلفت الأشخاص والأجناس؛ إذ كان المهم أن يبرز الموضوع مستوفيًا جميع جوانبه، واضحًا للقارئ مهما كلف ذلك من استعانة بوسائل إيضاحه التي استدعتها ضرورة البحث فيه، وهذا ما دعاني إلى أن أتناول في دراسة الأعلام تراجم مختصرة للصحابة والتابعين فمن بعدهم إلى الزمن المحدد لهذا البحث، باعتبار أنهم الأسس الأولى لهذه المدرسة الحديثية في مصر، كما دعاني هذا إلى بذل الجهد في محاولة استقصاء أهم المؤلفات الحديثية التي سبقت العصر المقصود بالبحث في كل نوع تناولته بالدراسة من أنواع علوم الحديث، إذ كانت هذه الكتب هي مواد هذا العصر التي يرجع إليها بالاقتباس أو التهذيب، أو الاختصار أو الشرح، أو النسج على منوالها في جمع المعارف الحديثية، وإن اختلفت المناهج وتعددت المسالك ولذلك أوردت بين يدي دراستي لكتب الأحكام عديدًا من أسماء الكتب التي سبقت مؤلفات علماء مصر في أحاديث هذا النوع، كما أوردت دراسات لمناهج بعض هذه الكتب، حتى يظهر للقارئ مسلك المتقدمين في التأليف، وتتضح أمامه الصورة في تطوره وتدرجه في نقل العلوم الحديثية وتدوينها، وسلكت هذا الطريق في دراسة كتب الترغيب والترهيب، وفي دراسة كتب الجوامع، وكتب الزوائد، وكتب توضيح المهمات، وغيرها مما تضمنته الفصول الثمانية في دراسة المدونات الحديثية.

ولقد بذلت أقصى الجهد في تتبع موضوع البحث في مظانه من كتب الأصول الأولى المعتمدة، سواء منها ما هو في متن السنة، أو فيما يتعلق به من علوم المصطلح والتخريج والرجال وغير ذلك.

وقد عزوت كل ما استقيته من هذه الأصول إلى مراجعه, وأثبته في هوامش الصفحات تقريبًا للقارئ، وتيسيرًا، له حين يريد المراجعة والتثبت من صحة النقول، وصدق عزوها إلى الأصول، سواء في ذلك ما يتعلق بالأعلام والرجال، وما يتعلق بالمدونات والكتب، وما يتعلق بالأحكام في دراسة هذه المدونات.

<<  <   >  >>