للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وفاته]

وبعد هذا الجهد الجهيد والعمل المتواصل الدءوب أربعة وسبعين عاما قضاها في طاعة الرحمن، في التعلم والتعليم والصبر والمصابرة حتى كلّ جسده وضعفت قواه وفقد بصره, بعد أن ألف كتبا وخرج أجيالا ونصح الأمة ... ولا بد للإنسان من رحيل عن الدنيا فـ {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ١ لتوفى النفوس أعمالها وتعطى للناس أجورها كاملة غير منقوصة ... ويضاعف لمن يشاء, وأجر الصابرين بغير حساب. قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ٢. وفي يوم الخميس السادس والعشرين من شهر شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة، ودّعت دمشق إمامها وخطيبها وحافظها أبا الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي إلى رضوان الله تعالى -إن شاء الله- حيث المستقر الدائم, ودفن بجوار شيخه ومحبه شيخ الإسلام ابن تيمية, عليهما من الله شآبيب الرحمة والرضوان وعلى سائر المسلمين.


١ سورة آل عمران: الآية ١٨٥.
٢ سورة الزمر: الآية ١٠.

<<  <   >  >>